«القمص سرجيوس ونظلة ليفي» في رحاب الأزهر.. كيف نسف المصريون جدار الفتنة الطائفية خلال ثورة 1919؟| صور


كشف الحراك الاجتماعي إبان ثورة 1919م عن عبقرية الوطن المصري الجامع لعناصره الثلاثة: المسلمون، والأقباط واليهود؛ لتقضي على أكذوبة الانقسام الطائفي، والتي روج لها المستعمر الإنجليزي، واتخذها ذريعة للبقاء بدعوى حماية الأقليات؛ وذلك عقب اغتيال بطرس غالي رئيس الوزراء القبطي السابق برصاص شاب مصري مسلم هو إبراهيم الورداني عام 1910م.
هذا ما كشف عنه الروائي والباحث التاريخي الدكتور محمد فتحي عبد العال في كتابه "مرآة التاريخ" الذي صدر عن دار ديوان العرب للنشر والتوزيع
اندلعت نيران ثورة عام 1919م في أعقاب نفي الزعيم سعد زغلول ورفاقه إلى مالطة، حيث جري توقيفهم أثناء محاولتهم السفر إلى باريس؛ لعرض مسألة استقلال مصر في مؤتمر الصلح هناك.
وقال عبد العال:"لقد ظهر وعي المصريين بجلاء في رفض بقاء المستعمر والتدليل على وهن حجته وأن الوحدة الوطنية بين المصريين لا تعرف تمييزا بين المواطنين على أي أساس طائفي أو عنصري".
اقرأ أيضاً
تنمية الثروة السمكية والحيوانية ومجازر الدواجن وتجارب لقاح كورونا المصري.. أبرز أنشطة الزراعة في أسبوع|صور
اتفاقية النقل الحضري وأوتوبيسات الحافلة السريعة على مائدة النواب.. بعد غد
كاف يطلب حكام من أوروبا لإدارة مباريات الدور الفاصل بتصفيات المونديال
اشتغل عامل إضاءة حبًا فى العندليب وغنت له ثومة على الطبلة .. حكايات الموجى
الأزهر يحسم جدل حكم صلاة ركعتين أثناء خطبة الجمعة
سفارة مصر في بوخارست توجه نصائح للمصريين القادمين من أوكرانيا والطلبة المُقيمين بالمدن الجامعية
سعر الريال السعودي اليوم الجمعة في مصر
استمرار تراجع سعر اليورو اليوم الجمعة 4-3-2022 في بنوك مصر
أسعار الأسمنت اليوم الجمعة في مصر
اسعار الحديد اليوم فى مصر
أسعار الأسماك اليوم الجمعة في مصر
أسعار البقوليات اليوم الجمعة في مصر
واستدعي المؤلف من ذاكرة تاريخ هذه الثورة، الفتاة اليهودية (نظلة ليفي)، والتي ذهبت إلى الجامع الأزهر لتخطب في الناس، وفي مشهد فريد كان الشيخ أحمد الحملاوي العالم الأزهري يسير إلى جوارها وبصحبتهما أحد القساوسة ووقف الثلاثة أمام الحاضرين وجُلهم من المسلمين فتحدثت نظلة قائلة:"‘ن هذه الأيام ليست أيام إضراب عن العمل، بل أيام العمل كل العمل، عمل النفوس والأرواح، وهو رأس كل عمل مادي، وأن أكبر عمل هو أن تتفق الأمة المصرية جميعها حتى تصير كرجل واحد، فلا يمنع الدين الاتحاد؛ لأن للوطن حُرمة كحُرمة الدين، يشترك فيها أهله على اختلاف المذاهب والأديان؛ لذلك اشترك المسيحيون واليهود مع إخوانهم المسلمين، وإنها لبداية حياة جديدة في مصر والمصريين، ومن الجديد فيها أن تقف فتاة يهودية للخطابة في هذا المعهد الشريف، وليس هذا غريبا فبني إسرائيل والمسلمون أخوة لأب واحد هو إبراهيم"،ودعت في النهاية للمحبة والائتلاف.
كما نجد سيرجيوس أول رجل دين مسيحي يعتلي منبر الأزهر، وظل لعدة أشهر برفقة الشيخ (محمود أبو العبر) مُناديا بالكفاح ضد المحتل حتى أن سعد زغلول أطلق عليه (خطيب الثورة الأول)، ومما ورد فى إحدى خطبه:«أنه مصري أولًا، ومصري ثانيًا، ومصري ثالثًا، وأن الوطن لا يعرف مسلمًا ولا قبطيًا، بل مجاهدين فقط دون تمييز بين عمامة بيضاء وعمامة سوداء»، وهو يشير إلى عمامته السوداء.
وحينما اعتلى منبر الأزهر خطب وقال:«كنت أسير في كلوت بك ووجدت أطفالا في الشارع يصرخون:"أمنا في المنزل وهناك جنود يعتدون عليها، فصعدت للمنزل فوجدت امرأة يعتدي عليها الجنود الإنجليز، أتدرون من هم الأطفال ومن هي الأم، فقال الجهمور:لا.. فقال لهم الأطفال هم فئة الموظفين والأم هي مصر، فثار الموظفون فقال لهم: أظهروا شعوركم هذا حيال أمكم مصر».
ويضيف عبد العال:«إن الأساس الحقيقي لبناء أي دولة يكمن في الضمير الحي.. في الإنسان السوي... في المجتمع الرشيد فالضمير هو الفطرة، وهو مظلة الأخلاق التي تحكم أي مجتمع وترشده إلى الصواب و بناء الإنسان السوي لا يكون إلا في مجتمع رشيد، كما أن المجتمع الرشيد لا يشتد بنيانه إلا حينما يقوم على أفراد أسوياء إنها معادلة البناء في أي مجتمع راقي فاستواء الإنسان كفيل أن يحقق له السلام الحقيقي داخل نفسه وخارجها، فالنفس تتسامي وتعيش حالة من الاتزان والتماسك، والذي يظهر أثره في تناغم هذا الإنسان السوي مع المجتمع من حوله ونبذه للتطرف والتعصب والعنصرية البغيضة وهنا يستنير المجتمع وينهض وهذا ما كشفته ثورة عام 1919 إنها عبقرية هذا الوطن و روعة هذا الزمان وفي وسط هذا الإيقاع المتجانس لابد وأن تكون النشأة صحية وسوية لأي إنسان .«
القمص سرجيوس يعتلي منبر الأزهر خلال ثورة 1919
إشارة صحيفة الأهرام لخطبة نظلة ليفي خلال ثورة 1919
كتاب مرآة التاريخ للدكتور محمد فتحي عبد العال