الثلاثاء 22 أبريل 2025 09:10 صـ 23 شوال 1446هـ
أخبار مصر 2050
  • رئيس التحرير التنفيذي مها الوكيل
  • مستشار التحرير د. عبد الرحمن هاشم
فن وثقافة

الحلقة 16 من الاختيار.. الإخوان يخدعون القوى المدنية وفقا لمنهج التقية

الاختيار 3
الاختيار 3

خلال أحداث الحلقة السادسة عشر من مسلسل الاختيار وفي نهايتها ظهر الرئيس الأسبق محمد مرسي وهو يستعرض أمام المرشد العام للإخوان نتائج اتصالاته مع القوى السياسية بسخرية وتعالي وغرور ألم بمسئولي الجماعة عقب ثورة "25 يناير"، وخلو الساحة السياسية من القوى المنافسة عقب انهيار الحزب الوطني الذي كان يحكم البلاد.

حالة الغرور والِكبر التي أصابت قيادات الجماعة بدأت مع ظهور الإخوان كقوى مركزية منظمة قادرة على الحشد والتوجيه ولاسيما بعد الاستفتاء الأول الذي أجري على تعديل الدستور في مارس 2011 وتحقيق نسبة موافقة على تلك التعديلات تجاوزت 70 %.

جماعة الإخوان نتيجة لشعورهم بالهيمنة والسيطرة على المشهد السياسي تراجعوا عن تعهداتهم السياسية والتي قطعوها على أنفسهم بعد الثورة في مجال العمل السياسي ورفعهم شعار "مشاركة لا مغالبة".

الإخوان أعلنوا أنهم سيخوضون الانتخابات البرلمانية على ثلث مقاعد البرلمان، وشرعوا في التواصل مع القوى المدنية في البداية للتوافق على أن يحصل التيار الناصري اليساري على الثلث الثاني فيما يحصل التيار اللبرالي على الثلث الثالث، إلا أن مع تكالب بعض القوى المدنية للحصول على تلك الغنيمة وشعور الإخوان أنهم أصحاب اليد العليا في توزيع غنيمة الانتخابات البرلمانية انقلبوا على تعهداتهم وبدأوا يطالبون بنصف المقاعد لحسابهم وأن تتقاسم القوى المدنية النصف الثاني.

اقرأ أيضاً

تواصلت حالة الغرور لقيادات الإخوان حيث بدأت قيادات الجماعة تضع شروطها على القوى المدنية التي قبلت بالتحالف معهم وتتدخل في اختيارات تلك القوى للعناصر التي سيتم ترشيحها على القوائم الخاصة بذلك التحالف.

ومع نجاح الإخوان في تحقيق الأكثرية بالبرلمان بغرفتيه مجلس الشعب ومجلس الشورى رأت الجماعة أن الفرصة مناسبة للانقضاد على الدولة والهيمنة على مؤسساتها واختطافها وتنفيذ رؤية إخوانية خاصة بهم في إدارة شئون البلاد.

وشرع القيادي الإخواني عضو مكتب الإرشاد مفتي الإخوان عبد الرحمن البر في الدعوة لضرورة مراجعة موقف الجماعة من قرارها بعدم الدفع بمرشح إخواني لانتخابات رئاسة الجمهورية نظرا لعدم وجود مرشح مناسب يلبي تطلعات الشعب المصري مثل المرشحين الذين ينتمون لجماعة الإخوان.

دعاوى البر التي طرحها بإعاذ من خيرت الشاطر النائب الأول للمرشد العام لجماعة الإخوان جاءت نتيجة لتخوف الإخوان من وصول رئيس يشكل خطرا على مشروع الإخوان الهادف للهيمنة على الدولة المصرية وتغيير هويتها الوطنية.

تلك الدعاوى جاءت على الرغم من حالة الخداع التي مارسها كلا من محمد مرسي والذي كان حينها رئيسا لحزب الحرية والعدالة وسعد الكاتتني الأمين العام للحزب ضد عدد من المرشحين المحتملين لمنصب رئيس الجمهورية.

مرسي والكتاتني تواصلوا مع العديد من المرشحين وتعهدوا بأنهم بشكل شخصي يدعمون ترشحهم لانتخابات الرئاسة وأن قرار دعمهم سوف يحدث نتيجة لعملية استطلاع رأي داخل قواعد الجماعة من المنتظر أن تجريه المكاتب الإدارية للإخوان في مختلف المحافظات.

تلك التعهدات ألقت على العديد من المرشحين حملا في مغازلة قواعد الإخوان ومحاولة التقرب منهم وذلك لضمان تصويت قواعد الجماعة لحساب دعمهم في الانتخابات الرئاسية.

حالة المغازلة التي قام بها العديد من المرشحين لقواعد الإخوان أثرت بشكل سلبي على رؤية هؤلاء المرشحين في الشارع وترتب عليها فقدان العديد من هؤلاء المرشحين للدعم الشعبي الحقيقي في الوقت الذي كان يعلن فيه الإخوان أنهم على الحياد من جميع المرشحين وأنهم حتى يتم إعلان قرارهم النهائي بشأن الانتخابات ليس لهم مرشح مفضل على آخر.

عملية الحرق المتعمد التي قام بها الإخوان إلى جانب الدور الذي لعبته "كتائب الحق"، في تشويه العديد من المرشحين هيأ الساحة السياسية أمام جماعة الإخوان للدفع بمرشح لهم لانتخابات رئاسة الجمهورية.

وعقب تنصيب مرسي كرئيس للجمهورية تواصلت حالة الغرور لدى قيادات الإخوان وشرعوا في التصرف على اعتبار أنهم سادة هذا الوطن وأنهم غير معنيين أو عابئين بالقوى المدنية المعارضة.

ومع تتابع حالات الفشل وإدراك الجماعة أنها لابد لها من الجلوس مع القوى المدنية للتوافق على حلول سياسية واقتصادية للخروج بالدولة المصرية من النفق المظل الذي تسير فيه بدأت تتواصل مع القوى المدنية ليس بهدف توحيد صف القوى السياسية على اختلافها وإنما بهدف شق صف القوى المدنية.

إدراك القوى المدنية لخداع الإخوان أسفر رفضها الجلوس مع مرسي وحكومته وهو ما لم تكن تدركه الجماعة نتيجة لحالة الغرور المهيمنة على صانع القرار بداخلها محاولين اختراق صفوف تلك القوى والإيقاع بين بعضها البعض.

ومع انطلاق فعاليات الموجة الثورية الثانية في ٣٠ يونيو شنت الكتائب الإلكترونية للإخوان حملة تشويه ممنهجة ضد القوى المدنية حتى من تحالفوا معهم في وقت سابق.

الأقنعة التي تساقطت عن وجوه الإخوان بعد نجاح ثورة ٣٠ يونيو كشفت منهج التقية الذي يتعامل به الإخوان مع كل حلفائهم والقائم على ممارسة الخداع مع الحليف طالما أنه ليس إخوانيا حتى يتمكن من الوصول إلى الهدف.

القوى المدنية مسلسل الاختيار الرئيس الأسبق محمد مرسي المرشد العام للإخوان القوى السياسية

مواقيت الصلاة

الثلاثاء 09:10 صـ
23 شوال 1446 هـ 22 أبريل 2025 م
مصر
الفجر 03:48
الشروق 05:21
الظهر 11:54
العصر 15:30
المغرب 18:26
العشاء 19:48