الكاتب الصحفى محمود نفادى يكتب .. بلاها رنجة يا مصريين


لو كان الأمر بيدى لأصدرت قرارا فوريا لا يقبل النقاش أوالجدل بمنع استيراد الرنجة ومنع أكلها، على غرار قرار قراقوش بمنع اكل الملوخية .
وسبب تفكيري في هذا القرار اننى اكتشفت ان الرنجة احد الاسباب وراء استنزاف العملة الصعبة من البنك المركزي وارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه، وربما أيضا سبب تراجع وزير المالية الدكتور محمد معيط عن وعوده للبرلمان بحساب سعر الدولار الجمركى ١٦جنيها واحتسابه ١٧ جنية من اول مايو الحالي.
فقد افزعني صدور احصائية عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء تفيد أن مصر استوردت رنجة فى عام ٢٠٢١ بمبلغ ٩٦ مليون دولار.. نعم ٩٦ مليون دولار، وهو ما يعادل مليار و٨٠٠ مليون جنيه مصري بالتمام والكمال.
والغريب أن الإجراءات الحكومية التى اتخذت للحد من استيراد الرنجة لم تكن مؤثرة لأننا استوردنا منها فى عام ٢٠٢٠ بمبلغ ١٢٢مليون دولار، اي اننا وفرنا فى عام ٢٠٢١ نحو ٢٦ مليون دولار فقط، وفى ديسمبر الماضى واستعدادا لشم النسيم استوردنا رنجة بمبلغ ٢٣ مليون دولار.
والاغرب من هذه الا رقام المفزعة واستنزاف رصيد مصر من العملة الصعبة أن عددا كبيرا ممن ياكلون الرنجة يصابون ببعض الأمراض وينفقون اموالا على العلاج من آثار الرنجة، وربما يسعى البعض منهم إلى طلب العلاج على نفقة الدولة.
وقد وصل سعر كيلو الرنجة إلى ٦٠ جنيها فى المحلات الشعبية ونحو ٨٠ جنيها فى المحلات والهايبر، والرنجه المخلية ٩٠ جنيها، اما الرنجة المدلعة فتصل إلى ١٢٠ جنيها للكيلو.
ويدفع المصريون هذه المبالغ بكل رضاء وسعادة دون غضب مثلما يحدث مع البنزين، مثلا، عندما يرتفع سعر اللتر ٢٥ قرشا اي ربع جنيه، وكيلو الرنجة يعادل ثمن ٢٠ لتر بنزين ٩٢.
ورغبة المصريين في شراء الرنجة تؤكد أنهم لاينظرون إلى ما فى جيوبهم من أموال طالما أن الأمر يتعلق بمعدتهم، بينما ينظرون إلى جيبهم ويشكون ضيق الحال وقله الدخل اذا تعلق الأمر بصحتهم وسلامتهم وتعليم ابنائهم، وانهم مستعدون لدعم جيوب مستوردي الرنجة ولكنهم يترددون فى دعم موازنه الدولة.
وبصراحة وبدون زعل ممن يقرأ هذه المقالة، فان استنزاف ٩٦ مليون دولار لاستيراد الرنجة جريمه لا تغتفر وتستوجب وقفة مع النفس ومراجعة من الجميع.. المستوردين والمستهلكين، لان توفير هذا المبلغ لاستيراد القمح والزيت اهم بكثير من الرنجة.
ويكفي أن اكل الرنجة يؤدى إلى تناول كميات اكبر من مياه الشرب، وهو ما قد يؤثر على حصة مصر من مياه النيل، ونحن فى حاجة لترشيد استهلاك المياه بسبب أزمة سد النهضة، وليكن شعارنا جميعا من الآن وحتى موعد شم النسيم القادم فى عام ٢٠٢٣ "بلاها رنجة".. مش كده والا ايه ؟
كاتب المقال الكاتب الصحفى محمود نفادى .. شيخ المحررين البرلمانيين بمجلسى النواب والشيوخ ومستشار تحرير الموقع
مقالات قد تهمك:-
الكاتب الصحفى محمود نفادي يكتب .. موائد الفقراء استمرارا لموائد الرحمن أضغط هنا
اقرأ أيضاً
مواعيد عطلة البنوك بمناسبة عيد الفطر المبارك
سعر اليورو في ختام تعاملات اليوم السبت 16 -4-2022
سعر اليورو في ختام تعاملات اليوم الجمعة 15 -4-2022
سعر الريال السعودى اليوم الأربعاء
أسعار العملات العربية والأجنبية في نهاية تعاملات اليوم السبت
رئيس اتش سى للأوراق المالية: قرارات المركزي جاءت فى التوقيت الصحيح
يمنى الحماقى: قرارات المركزى برفع سعر الفائدة كانت حتمية لمواجهة ظروف استثنائية
سعر اليورو اليوم السبت 19-3-2022 في مصر
العراق.. احتياطي الذهب في البلاد يبلغ 96.4 طنا
البنك المركزى يعلن ارتفاع تحويلات المصريين بالخارج لـ31.5مليار دولار خلال 2021
البنك المركزي يطرح غدا أذون خزانة بقيمة 12 مليار جنيه
البنك المركزى الروسى يفرض حدا على إرسال الأموال للخارج عند 5 آلاف دولار شهريا
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. عزيزى المواطن ..الحوار السياسي من أجلك انت اضغط هنا