د. خالد عبد الغفار: الصحة على رأس أولويات التنمية المستدامة

أكد الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان المصري، أن القطاع الصحي يحتل مكانة متقدمة في أولويات الدولة، نظرًا لاعتباره أحد مفاتيح التنمية المستدامة والرخاء الحقيقي. جاء ذلك خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر السنوي الدولي لمعهد التخطيط القومي بنسخته الرابعة تحت عنوان "الصحة والتنمية المستدامة"، بحضور وزراء وخبراء محليين ودوليين.

الصحة والتنمية المستدامة

أوضح عبد الغفار أن تحسين جودة الخدمات الصحية يأتي انطلاقًا من مبدأ "الصحة للجميع". وأشار إلى أن الهدف الثالث من محاور التنمية المستدامة يركز على الصحة، مشددًا على أهمية تأسيس مجتمع صحي قوي عبر التشارك والتنسيق مع شركاء النجاح لتبادل الخبرات والتجارب الدولية.

وأضاف الوزير أن تأسيس مجتمع صحي شامل وواعي يسهم بشكل كبير في تحسين الاقتصاد المصري، من خلال زيادة الإنتاجية وتحسين بيئات العمل وتوفير وسائل الرفاهية للمواطنين.

مشروع التأمين الصحي الشامل والاستراتيجيات الوطنية

استعرض عبد الغفار جهود الدولة في التوسع في مشروع التأمين الصحي الشامل، حيث استهدفت المرحلة الأولى 6 ملايين مواطن في 6 محافظات، بينما تستهدف المرحلة الثانية 8.12 مليون مواطن في 5 محافظات. كما تحدث عن الاستراتيجية الوطنية للصحة (2024-2030) التي تهدف إلى توقع ومكافحة الأمراض مبكرًا.

المبادرات الرئاسية لتحسين الصحة

استعرض الوزير عددًا من المبادرات الرئاسية التي تستهدف تحسين صحة المواطنين منذ الولادة وحتى الشيخوخة، ومنها مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية لدى الأطفال حديثي الولادة، التي استفاد منها 454,879 مولودًا، ومبادرة الكشف المبكر عن فيروس سي لطلاب المدارس، ومبادرة الكشف المبكر عن أمراض الأنيميا والسمنة والتقزم التي استهدفت 49.85 مليون طالب.

مشروع الجينوم المصري

وأشار عبد الغفار إلى مشروع الجينوم المصري، الذي يهدف إلى تحليل التركيبة الجينية للمصريين لتوقع الأمراض وتحسين الصحة العامة. يسهم هذا المشروع في تحسين مؤشرات الأداء ورفع القوة الإنتاجية للمجتمع.

مكافحة فيروس سي

أكد الوزير أن مصر حصلت على الإشهاد الدولي بخلوها من فيروس سي، واستعرض منظومة العلاج على نفقة الدولة وقوائم الانتظار ودورها في تسريع القرارات العلاجية والتدخل العاجل.

أهمية الاستثمار في القطاع الصحي

شدد عبد الغفار على أهمية الإنفاق والاستثمار في القطاع الصحي كونه محركًا أساسيًا للتنمية المستدامة، داعيًا إلى المشاركة الفعالة في المؤتمر والاستفادة من الخبرات الدولية.

دور الدولة في توفير التغطية الصحية الشاملة

من جانبها، أكدت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، أن الدولة المصرية تتبنى نهجًا استباقيًا لمواجهة الأزمات الصحية من منظور تنموي شامل، مشيرة إلى أن خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لعام 2024-2025 تستهدف توجيه أكثر من 42% من الاستثمارات الحكومية لقطاعي الصحة والتعليم.

المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"

أوضحت السعيد أن المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" تسهم في تقديم الخدمات الصحية وتحسين جودة الحياة للمواطن المصري. كما أشارت إلى المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية الذي يهدف إلى تحسين جودة الحياة وتوفير خدمات الصحة الإنجابية.

التعاون الدولي في قطاع الصحة

أكد السيد شون جونز، مدير بعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في مصر، على التعاون الوثيق بين الولايات المتحدة ومصر في تحقيق نجاحات رائعة في قطاع الصحة، مشيرًا إلى أن الحوكمة الفعالة للقطاع الصحي تضمن تخصيص الموارد بكفاءة.

ختام المؤتمر وأهمية الحوار

اختتم الدكتور أشرف العربي، رئيس معهد التخطيط القومي، بالتأكيد على أهمية الحوار والتبادل العلمي لمواجهة التحديات الصحية. أشار إلى أن المؤتمر يأتي في ظل تزايد الاهتمام العالمي والوطني بقضايا الصحة والتنمية المستدامة، مع التحديات التي يفرضها النمو السكاني السريع.