من انضمامه لـ«القاعدة» حتى إسقاط «الأسد».. القصة الكاملة لـ10 ملايين دولار لاعتقال «الجولاني»
بعد نحو 7 سنوات من إعلان مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي «إف بي آي» عن مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلىاعتقال أحمد الشرع، زعيم هيئة تحرير الشام في سوريا، الذي كان معروفا حينها باسم أبومحمد الجولاني، ألغت الولايات المتحدة المكافأة، وذلك بعد أول اجتماع رسمي في دمشق بين الجانبين، والذي تضمن رسائل إيجابية والوعد بمحاربة الإرهاب، وفقًا لـ«فرانس 24».
ما هي قصة مكافأة الإبلاغ عن الجولاني؟
أحمد الشرع - صورة أرشيفية
تعود قصة مكافأة اعتقال الجولاني، إلى الفترة في أعقاب سقوط نظام صدام حسين عام 2003، عندما توجه الجولاني إلى العراق وانضم إلى تنظيم القاعدة بقيادة أبومصعب الزرقاوي، وخلال تلك الفترة، اعتقلته القوات الأمريكية وسُجن 5 سنوات.
وفي عام 2011 مع اندلاع الثورة السورية، كُلف الجولاني من قبل قيادة داعش في العراق بتأسيس فرع في سوريا، فعاد وأسّس تنظيم جبهة النصرة، التي تطورت لاحقًا إلى هيئة تحرير الشام.
ومع اتساع رقعة الحرب في سوريا، أدرجت الولايات المتحدة اسم أحمد الشرع على قائمة الإرهابيين العالميين عام 2013، إذ مثلت جبهة النصرة، التي كان يقودها آنذاك، فرع تنظيم داعش في سوريا، ونُسبت إليها هجمات انتحارية وحملات عسكرية تسببت في مقتل آلاف المدنيين، وذلك وفقًا لتقارير صادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية بينها تقرير لمركز «ستراتفور» للتحليلات الاستراتيجية (2013)، أكد أن الجولاني كان يُنظر إليه كأحد أركان المشروع الإقليمي لتنظيم القاعدة، وأن واشنطن استندت في قرارها إلى دوره المحوري في توسع النصرة، حيث أعلن في إحدى مقابلاته أنه وسّع التنظيم من بضعة رجال إلى آلاف المقاتلين في غضون أشهر.
وأعلن الجولاني في 2016 انفصال جبهة النصرة عن تنظيم داعش وتغيير اسمها إلى «جبهة فتح الشام»، قبل أن تتحول لاحقًا إلى هيئة تحرير الشام.
وكان هذا الإعلان نقطة تحول في مسيرته، حيث حاول تقديم جماعته كمكوّن سوري مستقل يسعى لتحرير البلاد من نظام الأسد، متخليًا عن أجندة داعش، ولكن الخارجية الأميركية لم تقتنع، ووصفت الخطوة بأنها «مناورة تكتيكية» تهدف إلى تحسين صورة الجولاني أمام المجتمع الدولي، وفقاً لما أوردته صحيفة «نيويورك تايمز» في 2016.
ورصدت واشنطن عام 2017 مكافأة مالية قدرها 10 ملايين دولار للحصول على معلومات تقود إلى اعتقال الجولاني، وجاء هذا القرار في سياق استراتيجيتها لمحاربة الإرهاب في الشرق الأوسط.
ومع تراجع داعش وانهيار معاقله، برزت هيئة تحرير الشام كأقوى الفصائل المسلحة في شمال غربي سوريا، وأنشأ الجولاني «حكومة الإنقاذ» لإدارة إدلب، محاولًا كسب تأييد محلي ودولي، ولكن واشنطن واصلت تصنيفه كإرهابي، مؤكدة أنه ما زال يشكل تهديدًا للسلم الإقليمي.
وظهر الجولاني في مقابلة تلفزيونية مع برنامج «فرونت لاين» على محطة بي بي إس الأمريكية، في 2021، نافياً تورطه في عمليات خارج سوريا، معتبرًا أن تصنيفه كإرهابي أمر غير عادل، ومع ذلك، لم تغير الولايات المتحدة موقفها آنذاك.
وبعد نحو 7 سنوات من إعلان «إف بي آي» عن مكافأة اعتقال الجولاني، ألغت الولايات المتحدة المكافأة، وذلك بعد أول اجتماع رسمي في دمشق بين الجانبين، منذ الأيام الأولى للحرب الداخلية في سوريا منذ نحو 13 عامًا.
إلغاء مكافأة اعتقال الجولاني
قالت الدبلوماسية الأمريكية، السفيرة باربرا ليف، أمس في أول اجتماع رسمي في دمشق منذ نحو 13 عامًا، إنها أبلغت الشرع بالحاجة الماسة إلى ضمان عدم قدرة الإرهاب على تشكيل تهديد داخل سوريا أو خارجها، بما في ذلك الولايات المتحدة وشركائها في المنطقة.
وأضافت ليف للصحافيين بعد الاجتماع في دمشق: «أحمد الشرع ملتزم بهذا وبناء على مناقشتنا، أخبرته بأننا لن نواصل الحصول على عرض مكافأة العدالة».
وعلى الرغم من إلغاء مكافأة اعتقال الجولاني، إلا أنه لا يزال الشرع وهيئة تحرير الشام، على القائمة السوداء للإرهاب التي وضعتها واشنطن، ولم تعلق ليف على هذا التصنيف، لكنها قالت بعد مناقشاتها مع الشرع: «من غير المنطقي أن يتم رصد مكافأة لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض على رأس هذا الرجل»، مؤكدًة أهمية إشراك الجميع والتشاور على نطاق واسع خلال هذه الفترة الانتقالية.
وتابعت: «إننا ندعم بشكل كامل العملية السياسية التي يقودها السوريون والتي تؤدي إلى حكومة شاملة وتمثيلية تحترم حقوق جميع السوريين، بما في ذلك النساء، والمجتمعات العرقية والدينية المتنوعة في سوريا».
ولم يزر دبلوماسيون أمريكيون دمشق في مهمة رسمية منذ الأيام الأولى للحرب التي اندلعت بعد أن شن بشار الأسد، الرئيس السوري المعزول، حملة قمع على الاحتجاجات المناهضة للحكومة في عام 2011.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الوفد التقى أيضًا مع ناشطين ومجموعات أقليات وممثلي المجتمع المدني، وضمت المجموعة باربرا ليف، المسؤولة العليا في وزارة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط، والرجل الأمريكي المسؤول عن الرهائن، والذي كان يبحث عن أدلة على الأمريكيين المفقودين بما في ذلك أوستن تايس، الصحفي الذي اختطف في سوريا في أغسطس 2012.
وتأتي الزيارة في أعقاب تصريح لوزير الخارجية، أنتوني بلينكن كشف فيه عن وجود اتصال مباشر مع هيئة تحرير الشام
