قارة مجهولة تحت المحيط الهادئ تعود إلى 130 مليون عاما


المحيط الهادئ، هو أكبر وأعمق المحيطات، ويغطى ثلث سطح الأرض، ويغطي مساحة تزيد على 63 مليون كيلومتر مربع، وكان مسرحا للاستكشاف والغموض على مر القرون، وفى الآونة الأخيرة، أكدت دراسة أمرا مفاجئا فى هذه المنطقة الغامضة، وهى وجود قارة مجهولة تحت المحيط الهادئ، تعود إلى 130 مليون عاما.
وأشارت مجلة أونو الأرجنتينينة المخصصة فى الأبحاث العلمية، إلى أن فريق من الباحثين من مركز GNS Science فى نيوزيلندا تمكن من استكشاف القارة الثامنة والتى أطلقوا عليها " زيلانديا "، والتى ظلت لسنوات طويلة مختبئة تحت مياه المحيط الهادئ، وظلت لغزا جزئيا ، ورغم أن وجودها قد تم تأكيده جزئيا بالفعل، إلا أنه لا يزال هناك الكثير مما يتعين استكشافه،وتمكن الفريق من إكمال رسم خريطة لهذه الكتلة الأرضية الشاسعة، والتي تغطي ما يقرب من ثلاثة ملايين كيلومتر مربع.
وأشار الفريق إلى أن تفاصيل المنطقة ظلت مغمورة بالمياه بنسبة تزيد عن 95% لفترة طويلة، حيث انفصلت زيلانديا عن جندوانا منذ حوالي 80 مليون عاما ، وعلى عكس أستراليا، غرقت هذه الكتلة الأرضية بالكامل تقريبًا في المحيط الهادئ، ولم يتبق منها سوى بقايا مرئية، بفضل هذه الدراسة الجديدة، تمكن الجيولوجيون من دراسة المنطقة المغمورة بعمق.
واستخدم فريق الباحثين بقيادة نيك مورتمير عملية التجريف للحصول على عينات صخرية من المحيط الهادئ في الثلثين الشماليين من زيلانديا، قاموا بتحليل مواد مثل الحجر الرملي والحجر الجيري والحمم البازلتية، وبمساعدة الدراسات الجيوكيميائية وتأريخ الصخور، تمكنوا من إعادة بناء الخريطة الجيولوجية للمنطقة، بالإضافة إلى ذلك، قاموا بتفسير الشذوذ المغناطيسي الذي ساعد في تأكيد وجود وخصائص هذه القارة المغمورة.
ومن خلال هذه الدراسات، اكتشف العلماء أن زيلانديا تتمتع بتاريخ جيولوجي معقد، إذ يعود تاريخ المواد الموجودة فيها إلى 130 مليون عاما ، وكشفت الدراسة أيضًا أن قشرة المنطقة امتدت ورققت، مما سمح لجزء كبير من زيلانديا بالغرق تحت الماء، مما يؤكد مكانتها كقارة مخفية تحت المحيط الهادئ.
ماذا وجدوا في هذه القارة الجديدة؟
التنوع الجيولوجي: وجد الباحثون صخورًا مثل البازلت والحجر الرملي والحجر الجيري في قاع المحيط الهادئ، مما يشير إلى أن زيلانديا شهدت مجموعة متنوعة من العمليات الجيولوجية بمرور الوقت، وتنتمي هذه المواد إلى فترات زمنية مختلفة وتعكس تاريخًا معقدًا من التكوين والتحول في المنطقة المغمورة تحت المحيط الهادئ.
التشوه التكتوني: تعرضت قشرة زيلانديا للتمدد والترقق على مدى ملايين السنين، مما سمح لها بالغرق تحت مياه المحيط الهادئ، وقد أدت هذه العملية إلى غمر معظم قارة زيلانديا في المحيط الهادئ، ولم يتبق سوى عدد قليل من المناطق الناشئة، مثل نيوزيلندا.
التلال فوق مستوى سطح البحر: وجد أن الملامح المرتفعة، المعروفة باسم التلال، قد تشكلت عندما اصطدمت الصفيحة التكتونية للمحيط الهادئ والصفيحة الأسترالية. أدى هذا الاصطدام إلى ارتفاع مناطق معينة من زيلانديا فوق مستوى المحيط الهادئ.