وزيرة التضامن توجه بدراسة حالة أسر حادث المنيا وتقديم التدخلات اللازمة لكل أسرةتأكيد مصري سعودي على أهمية حل الدولتين ورفض تهجير الفلسطينيينوزير التموين: مد فترة صرف الدعم الإضافي على البطاقات للمستحقين حتى نهاية مايوالأهلي يواجه باتشوكا المكسيكي وديًا استعدادًا لكأس العالم للأنديةحكم الاحتفال بشم النسيم؟.. أمين الفتوى يحسم الجدلأرقام محمود كهربا مع الاتحاد الليبي بعد تألقه أمام الأولمبينوير يقترب من المشاركة مع بايرن ميونخ ضد ماينز فى الدوري الألمانيأكثر من 30 قتيلا جراء قصف مدفعى شنته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشرزفاف ابنه أهم.. نتنياهو يتجاهل احتجاجات للإفراج عن الرهائن ووقف حرب غزةاستعدادات مكثفة لاستقبال بطولة العالم العسكرية للفروسية ”مصر 2025”انكشف المستور.. بيان عاجل من الحكومة المصرية بشأن سبب غلق جميع فروع بلبن وكرم الشام وعم شلتت وكنافة وبسبوسةكمال أبو رية: ندمت على المشاركة في «سيد الناس» لهذا السبب
الإثنين 21 أبريل 2025 07:38 مـ 22 شوال 1446هـ
أخبار مصر 2050
  • رئيس التحرير التنفيذي مها الوكيل
  • مستشار التحرير د. عبد الرحمن هاشم
عربي ودولي

يراهن على مناخ صحي وبيئة نظيفة.. جادو.. الوجه «الأخضر» في الانتخابات الفرنسية

جادو
جادو

استطاع كسب قلوب المهاجرين لاسيما المسلمين بعد أن وقع على الدعوة للمشاركة فى المسيرة ضد الإسلاموفوبيا

ولد عام 1967 فى قرية بأحد أقاليم فرنسا وأمضى طفولته بين الطبيعة وكرة القدم
عرف بنشاطه داخل المجتمع المدنى إبان توليه إدارة منظمة «جرينبيس» فى فرنسا

الوسط البيئى ليس بمنأى عن لوثة التطرف، هكذا وصفت الصحافة الفرنسية نتائج الانتخابات التمهيدية، التى راهن فيها الاشتراكيون على خسارة يانيك جادو، وفوز منافسته ساندرين روسيو، المفاجأة حطمت كل التوقعات والرهانات، وفاز جادو على روسيو ذات الخطاب الراديكالى، والتى برغم نجاحها، فى فرض إيقاعها طوال المعركة الانتخابية، فقد فشلت فى النهاية بعدما أجبرت - ودون أن تقصد - جادو على إدخال بعض الملامح الراديكالية، على خطابه البراجماتى، لترجح كفته فى النهاية، حتى وان كان بفارق ضئيل.

استطلاعات الرأى، لا تمنح جادو أكثر من 6% من الأصوات، لكن الشىء الملاحظ، أن الشارع الفرنسى يعانى حالة من الغليان، إزاء الأوضاع السياسية والاقتصادية، وبالتالى فهم يرغبون فى الاحتماء بما أسموه “الراديكالية البيئية”، بعد أن سئموا من خطب التطرف اليمينية واليسارية.

يعتبر مصطلح حزب الخضر، مصطلحا شبه جديد على أوروبا، برغم أنه ظهر عام 2008، عندما قررت كل من جماعة البيئة الفرنسية، وحزب الخضر الفرنسى، أن يندمجا معاً رغبة فى تحقيق مزيد من الثقل السياسى للأفكار البيئية الخضراء، وقد تحقق هذا الاندماج بالفعل عام 2010، وقد لعب الحزب أدواراً مهمة فى الماضى، أثناء الانتخابات الرئاسية التى جرت فى 2007 و2012.
وبرغم ما يبدو أنه أصبح لا يستقطب الفرنسيين، فإن مؤتمرات المناخ، وما أحاط بها من مناقشات، جعلت الفرنسيين يعيدون النظر مرة أخرى، فى محاولة إعادة الحزب إلى الحياة السياسية، خصوصا أن يانيك جادو يطالب دوما بثلاث نقاط، وهى إلغاء مشروع إنشاء مطار «نوتردام دو لاند»، الذى يعارضه حماة البيئة بشدة منذ سنوات عديدة، وإلغاء العمل بالطاقة النووية فى مهلة تمتد لـ 25 عاماً، والعمل بنظام اللوائح النسبية فى الانتخابات التشريعية.
ربما ما شجع جادو على خوض هذه الانتخابات هو بروز مؤشرات، تدل على اهتمام الفرنسيين المتزايد بالمسائل البيئية، فـ 26% من الفرنسيين، يضعون التهديدات البيئية فى سلّم أولوياتهم، كما أن معظم الفرنسيين أعلنوا تحملهم الكامل لمسئوليتهم عن التدهور البيئى، والتغير المناخى الحاصل، لذلك فهم يسعون إلى تغيير سلوكهم اليومى، وكذلك تغيير نمط استهلاكهم، والدليل على ذلك هو احتلال القضايا البيئية لمساحة كبيرة فى البرامج السياسية.
كل ذلك شجع جادو على المنافسة بقوة، استنادا لكل أوراق الضغط هذه، فهو يرى أن الشارع الفرنسى أصابته خيبة أمل قوية، جراء سياسات ماكرون.
عُرف جادو بنشاطه داخل المجتمع المدنى، إبان توليه إدارة منظمة “جرينبيس” فى فرنسا، وهو نشاط كاف لاستمالة الناخب الفرنسى الكاره للسياسة التقليدية، والمتطلع لوقف التدهور البيئى، والبحث عن مستقبل أفضل، وتوفير أفضل مقومات الحياة للأجيال المقبلة.
لكن ذلك لا يمنع أن خبرة جادو فى الحكم شديدة التواضع، فهو لم يشارك سوى فى الحكومات الاشتراكية، كما أن هذه المشاركة لم تكن سوى تولى مهام البيئة، كما أن اشتراكيته وعشقه للبيئة طغا دوما على مواقفه السياسية، وليس أدل على ذلك من دعوته إيمانويل ماكرون، الرئيس الحالى لمجلس الاتحاد الأوروبى، بتنظيم قمة فى كييف بأوكرانيا، مع جميع القادة الأوروبيين، لإظهار أن أوروبا متحدة فى الدفاع عن وحدة الأراضى والديمقراطية فى أوكرانيا، وفى الوقت نفسه، يرى أنه من الضرورى “إبقاء التهديدات” “بمعاقبة ما سماه بـ”الأوليجارشية الروسية الفاسدة”، وإيقاف خط أنابيب الغاز الشهير، نورد ستريم 2، الذى سيتجاوز أوكرانيا ويضعفها فى وضعها الجيوسياسى.
ويعتقد جادو أنه “يجب على أوروبا إنشاء جيش أوروبى مشترك، مستقل عن حلف شمال الأطلسى، موجه نحو بعثات السلام، بدءا بالتنسيق المشترك، ثم من خلال بناء فيلق دائم يعمل على الفور، كما أنه فى عام 2019، دعا إلى انضمام دول جديدة إلى الاتحاد الأوروبى، مؤكدا أن دمج بلدان جديدة يجعل من الممكن تنسيق السياسات، خصوصا السياسات المناخية، التى تهدف إلى المصلحة العامة على نطاق متزايد باستمرار، وهو بالنسبة لبعض البلدان قد تكون هذه هى السبيل لتعزيز الديمقراطية والشفافية.
وفى مقال نشر له فى صحيفة لوموند فى عام 2021، انتقد جادو الصين وروسيا، حيث عزا إليهما تصاعد التوترات الدولية»، ونشر «الأخبار المزيفة»، ودعم «الحركات المتطرفة»، و الاستيلاء على «شركاء فرنسا الرئيسيين، كما دعا إلى تسليح أوكرانيا ضد « العدوان العسكرى لجارتها الروسية.
وتشير تصريحات جادو هذه، التى خلت من توجيه أية انتقادات للولايات المتحدة أو روسيا، إلى كونه أقرب إلى تيار المحافظين الجدد فى قضايا السياسة الخارجية، وطالما أعلن جادو أنه «يحارب الرأسمالية المالية»، و»الليبرالية المفترسة للبيئة والنساء والرجال والحيوانات، وعلى الاقتصاد نفسه، مؤكدا أنه يؤيد «اقتصادا منظما»، ويوافق على أنه يمكن وصفه بأنه «مناهض للرأسمالية»، فهو يندد بالرأسمالية المالية الشائنة، لكنه يدافع عن «الرأسمالية الأوروبية والنموذج الاجتماعى الأوروبى» ، وهما لا يشبهان بالطبع، لا من قريب ولا من بعيد، النموذجين الصينى والأمريكى.
وفى عام 2021، وخلال الحملة الانتخابية التمهيدية الرئاسية للبيئة، أعلن أنه يدافع عن اقتصاد منظم اجتماعيا، مشددا على أنه يجب تجاوز الرأسمالية، بالطبع لأنها نموذج اقتصادى يدمر الكوكب اليوم، ويخلق تفاوتات غير مقبولة، ويؤدى إلى انهيار الديمقراطية فى كل مكان، فهو يرغب فى دعم المنافسة الحرة والمشاريع الحرة ورجال الأعمال، الذين تجب مكافأتهم على المخاطر التى يأخذونها، لا سيما من خلال تطوير نظام بيئى لريادة الأعمال.
يصف يانيك جادو، قانون العلمانية بأنه «جوهرة الجمهورية الفرنسية»، معلنا وبكل وضوح أن أولئك الذين يصرخون ضد البوركينى، هم أيضا أولئك الذين يخصصون شاطئا عاما لعائلة عربية !» مؤكدا أن البوركينى، لا علاقة له بالإرهاب، ولا التطرف، ولا كل ما يروج له اليمينيون فى فرنسا، ما أثار ضده جزءا كبيرا من أعضاء الأحزاب اليمينية، خصوصا عندما أعلن أنه سأم من محاولة الرأى العام لفرض الطريقة التى ترتدى بها النساء ملابسهن، وأنه يريد أن يتمكن الجميع من ممارسة شعائرهم الدينية بهدوء.
ويمكن القول إنه استطاع كسب قلوب المهاجرين، لاسيما المسلمين، بعد أن وقع على الدعوة للمشاركة فى المسيرة ضد الإسلاموفوبيا، معلنا أن المسألة ليست بالبشاعة التى يروج لها الجميع، فهو يرى أن المهاجرين فى حد ذاتهم ثروة بشرية هائلة، تجب الاستفادة منهما ويجب توفير الحريات الشخصية لهم أسوة بالفرنسيين.
يذكر أن يانيك جادو وُلد عام 1967، فى قرية بأحد أقاليم فرنسا، حيث أمضى طفولته ومراهقته بين المدرسة، والطبيعة وكرة القدم، فى سن 18 التحق بجامعة فى باريس لدراسة الاقتصاد، التى انتهت بحصوله على دبلومة فى الاقتصاد الدولى والتنمية.

الصحافة الفرنسية صحيفة لوموند فرنسا

مواقيت الصلاة

الإثنين 07:38 مـ
22 شوال 1446 هـ 21 أبريل 2025 م
مصر
الفجر 03:50
الشروق 05:22
الظهر 11:54
العصر 15:30
المغرب 18:26
العشاء 19:48