ترامب لبايدن.. مازال أمامك طريق لإنهاء مأساة الحرب بأوكرانيا


أشار الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، بأصابع الاتهام إلى الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بسبب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وأكد ترامب خلال تجمع حاشد في ولاية جنوب كارولينا، أمس السبت، أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ما كان ليبدأ حربا معه عندما كان في منصبه، وفقا لصحيفة "ذا هيل" الأمريكية.
كما أخبر مؤيديه أن أمريكا بحاجة إلى البقاء خارج الحرب، وأن بايدن لا يزال لديه فرصة لإبعاد الأمريكيين عن الصراع.
وقال ترامب: "لا يزال أمام بايدن طريق لإنهاء هذه المأساة دون دفع الأمريكيين إلى الوقوع في حرب مروعة ودموية للغاية".
اقرأ أيضاً
إصابة ميدو بفيروس كورونا
تعرف على موعد جنازة الراحلة أنيسة حسونة
القوات الجوية الأوكرانية: روسيا وجهت ضربات قوية على المنشآت العسكرية
مكافحة الجريمة والفساد تحتجز مارك بيرنشتاين محرر ”ويكيبيديا” في بيلاروسيا
خريطة تفصيلية بالأماكن الشاغرة للطلاب العائدين من أوكرانيا في الجامعات الخاصة
زيلينسكي يعلن عن رغبته في إجراء مباحثات مع بوتين في القدس المحتلة لإنهاء الحرب
المفوضية الأوروبية: حزمة المساعدات الأوروبية الجديدة لأوكرانيا لم يتم إقرارها رسميًا
روسيا: طاقم أوكراني يدير محطتي تشيرنوبل وزابورجيا النوويتين بعد معاينة مهندسين روس
سكك حديد روسيا تسدد توزيعات سندات مقومة بالدولار بعد 10 أيام من موعدها
الأمم المتحدة: 579 قتيلًا و1002 جريح بين المدنيين في أوكرانيا
واشنطن ترسل أسلحة إضافية إلى أوكرانيا بقيمة 200 مليون دولار
علاء عابد: أزمة أوكرانيا تحتم تحقيق حلم الوحدة العربية
وتوقع أنه "في حال استمرار العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، فإن ذلك سيؤدي إلى حرب عالمية أخرى".
وقال ترامب: "قد يؤدي هذا بالمناسبة إلى اندلاع حرب عالمية ثالثة، أرى ما يحدث لأنه إذا كنت تعتقد أن بوتين سيتوقف فسوف يزداد الأمر سوءا، لن يقبل ذلك، وليس لدينا من نتحدث معه".
وكان بايدن فرض عقوبات قاسية على روسيا منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وأعلن الأسبوع الحالي حظرا على واردات النفط والغاز الطبيعي والفحم الروسي.
وتعليقا على هذا، أكد ترامب خلال تجمعه الحاشد، يوم السبت 12 مارس، أن "أمريكا لن تكون قادرة على إنهاء اعتمادها على النفط الروسي حتى تلتزم بـ"إنهاء حرب بايدن السخيفة على الطاقة الأمريكية".
وشدد ترامب: "علينا أن نحصل على أعمالنا العظيمة في مجال الطاقة في الحفر والضخ والإنتاج والتعدين والتكرير كما لم يحدث من قبل".
كما انتقد ترامب كذلك إدارة بايدن لاستعدادها للتعامل مع دول مثل فنزويلا وإيران والسعودية لتعويض الفراغ الذي خلفته واردات النفط الروسية.
وعلى الأرض، تتواصل العملية العسكرية الروسية في الأراضي الأوكرانية لليوم الثامن عشر على التوالي، منذ بدايتها في 24 فبراير المنصرم.
واكتسب الصراع الروسي الأوكراني منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوجانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لقت غضبًا كبيرًا من كييف وحلفائها الغربيين.
وفي أعقاب ذلك، بدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير، في شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، ما فتح الباب أمام احتمالية اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.
وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش "أجواءً أكثر سوادًا" منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها "الأقسى على الإطلاق".
ومع ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو" يصران حتى الآن على عدم الانخراط في أي عملية عسكرية في أوكرانيا، كما ترفض دول الاتحاد فرض منطقة حظر طيران جوي في أوكرانيا، عكس رغبة كييف، التي طالبت دول أوروبية بالإقدام على تلك الخطوة، التي قالت عنها الإدارة الأمريكية إنها ستتسبب في اندلاع "حرب عالمية ثالثة".
وفي غضون ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في وقتٍ سابقٍ، إن اندلاع حرب عالمية ثالثة ستكون "نووية ومدمرة"، حسب وصفه.
وعلى مسرح الأحداث، قالت وزارة الدفاع الروسية، في بداية العملية العسكرية، إنه تم تدمير منظومة الدفاع الجوي الأوكرانية وقواعدها وباتت البنية التحتية لسلاح الطيران خارج الخدمة.
ولاحقًا، أعلنت الدفاع الروسية، يوم السبت 26 فبراير، أنها أصدرت أوامر إلى القوات الروسية بشن عمليات عسكرية على جميع المحاور في أوكرانيا، في أعقاب رفض كييف الدخول في مفاوضات مع موسكو، فيما عزت أوكرانيا ذلك الرفض إلى وضع روسيا شروطًا على الطاولة قبل التفاوض "مرفوضة بالنسبة لأوكرانيا".
إلا أن الطرفين جلسا للتفاوض لأول مرة، يوم الاثنين 28 فبراير، في مدينة جوميل عند الحدود البيلاروسية، كما تم عقد جولة ثانية من المباحثات يوم الخميس 3 مارس، فيما عقد الجانبان جولة محادثات ثالثة في بيلاروسيا، يوم الاثنين 7 مارس. وانتهت جولات المفاوضات الثلاث دون أن يحدث تغيرًا ملحوظًا على الأرض.
وقال رئيس الوفد الروسي إن توقعات بلاده من الجولة الثالثة من المفاوضات "لم تتحقق"، لكنه أشار إلى أن الاجتماعات مع الأوكران ستستمر، فيما تحدث الوفد الأوكراني عن حدوث تقدم طفيف في المفاوضات مع الروس بشأن "الممرات الآمنة".
وقبل ذلك، وقع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، في 28 فبراير، مرسومًا على طلب انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، في خطوةٍ لم تجد معارضة روسية، مثلما تحظى مسألة انضمام كييف لحلف شمال الأطلسي "الناتو".
وقال المتحدث باسم الكرملين الروسي ديمتري بيسكوف إن الاتحاد الأوروبي ليس كتلة عسكرية سياسية، مشيرًا إلى أن موضوع انضمام كييف للاتحاد لا يندرج في إطار المسائل الأمنية الإستراتيجية، بل يندرج في إطار مختلف.
وعلى الصعيد الدولي، صوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الأربعاء 2 مارس، على إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا، بموافقة 141 دولة على مشروع القرار، مقابل رفض 5 دول فقط مسألة إدانة روسيا، فيما امتنعت 35 دولة حول العالم عن التصويت.
وفي الأثناء، تفرض السلطات الأوكرانية الأحكام العرفية في عموم البلاد منذ بدء الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية.
وكانت روسيا، قبل أن تبدأ في شن عملية عسكرية ضد أوكرانيا، ترفض بشكلٍ دائمٍ، اتهامات الغرب بالتحضير لـ"غزو" أوكرانيا، وقالت إنها ليست طرفًا في الصراع الأوكراني الداخلي.
إلا أن ذلك لم يكن مقنعًا لدى دوائر الغرب، التي كانت تبني اتهاماتها لموسكو بالتحضير لغزو أوكرانيا، على قيام روسيا بنشر حوالي 100 ألف عسكري روسي منذ أسابيع على حدودها مع أوكرانيا هذا البلد المقرب من الغرب، متحدثين عن أن "هذا الغزو يمكن أن يحصل في أي وقت".
لكن روسيا عللت ذلك وقتها بأنها تريد فقط ضمان أمنها، في وقت قامت فيه واشنطن بإرسال تعزيزات عسكرية إلى أوروبا الشرقية وأوكرانيا أيضًا.
ومن جهتها، اتهمت موسكو حينها الغرب بتوظيف تلك الاتهامات كذريعة لزيادة التواجد العسكري لحلف "الناتو" بالقرب من حدودها، في وقتٍ كانت روسيا ولا تزال تصر على رفض مسألة توسيع حلف الناتو، أو انضمام أوكرانيا للحلف، في حين تتوق كييف للانضواء تحت لواء حلف شمال الأطلسي.