بسنت فهمي: فكرة قناة السويس كانت حلمًا منذ عصر الفراعنة.. ويجب النظر في تنميتها بشكل مختلف


حرصت الدكتورة بسنت فهمي، الخبيرة الاقتصادية وعضو اللجنة الاقتصادية بالبرلمان السابق، التعليق على أهمية قناة السويس ليس فقط لمصر بل للعالم أجمع، ذلك خلال مداخلة لها على قناة النيل الدولية الفرنسية.
وقالت الدكتورة «بسنت» خلال مداخلتها أن مشروع قناة السويس كان حلمًا لمصر منذ عصور الفراعنة والفكرة ليست بجديدة على الرغم من اختلاف العالم منذ القدم عن الوقت الحالي، لكن الفراعنة كان لديهم رؤية واضحة ونظرة استراتيجية مستقبلية.
اقرأ أيضاً
منطقة آثار الهرم تستقبل رئيس دولة كولومبيا السابق وأسرته
«أخبار مصر 2050» ينعي الفنانة دلال عبد العزيز
السيسي يستقبل وزير الدفاع العراقي
حمادة الروبي بعد خسارة الميدالية البرونزية: أعظم جيل في تاريخ كرة اليد
هنيدى وعمرو سعد وماجد المصرى ينعون دلال عبد العزيز: هتفضلى فى قلوبنا
مصرع شخصين بسبب حرائق الغابات جنوب إيطاليا
نبيل الحلفاوي لمنتخب اليد: اختراق المربع الذهبي المحتكر أوروبيًا أمر لو تعلمون عظيم (صورة)
تفاصيل حفل محمد رمضان بالساحل الشمالي ٢٠ أغسطس المقبل
وزيرة الثقافة تتابع فعاليات صيف بلدنا وتشهد عرضا لفرقتي اسيوط وبورسعيد للفنون الشعبية
وصول مركب الملك خوفو الأولى إلى المتحف المصري الكبير
حسن الأسمر.. اقترب من أحزان الجمهور فلقبه بـ«مايكل جاكسون مصر»
نقل مركب خوفو من الأهرامات إلى المتحف الكبير
وأضافت: "كالعادة، كانوا يرون العالم المستقبلي بروية واضحة ، وهي معجزة أخرى من معجزات عصر الفراعنة، بدأت بمشروع ربط نهر النيل بالبحر الأحمر كفكرة، ثم تطورت للشكل الجديد، بربط البحر المتوسط بالبحر الأحمر، خاصة أن مصر تتمتع بموقع جغرافي متميز ، ومناخ أكثر من رائع طوال العام، وهذا الموقع هو الذي مكن مصر من أن تكون المدخل الرئيسي للقارة الأفريقية".
وتابعت: "كانت هناك محاولات كثيرة لتحقيق هذا المشروع العملاق، حتي تم تحقيقه ، وهو حلم إنشاء قناة السويس، ولكن النظر للقناة علي أنها أهم ممر مائي في العالم فقط ، لا يسمح لمصر ولا اقتصادها تحقيق الاستفادة الاقتصادية والاستثمارية القصوي منها ، هناك خطه استراتيجية هامة لتنمية الاقتصاد المصري في تلك المنطقه الفريدة من العالم، وذلك بخلق مناخ يساعد على جذب وتنمية المنطقة بالكامل ، أي ضفتي القناة ، وخاصة المحور الجديد، بتوفير الخدمات الأساسية التي تساعد على إقامة استثمارات متنوعة تتناسب مع أهمية الموقع والدور الكبير الذي يمكن أن يساعد على تطوير الخدمات المقدمة من هذا المشروع العملاق للعالم أجمع، ولكن بالشكل الذي بدأ به المشروع لم يحقق الطموحات التي كانت تحلم بها الدولة المصريه آنذاك".
وواصلت: "في ذالك الوقت، العالم لم يكن بالشكل الحالي، حيث أن التكنولوجيا لعبت دورًا في تغيير شكل العلاقات الدولية فأصبحت المسافات والمصالح متشابكة بين كافة دول العالم، ومن هنا أصبحنا نجد العالم كدولة كبرى واحدة، تتشابك فيها المصالح، ولذلك أصبحت قناة السويس مع الوقت ليس فقط أهم الممرات المائية التي تقوم بدور رئيسي في العالم أجمع في دعم ودفع العلاقات الاقتصادية بين دول العالم، وتسهل الحركة التجارية بين دول العالم أجمع بل الموقع الرئيسي لانطلاق التجارة الدولية لكافة أطراف المعمورة.
واستكملت: "من وجة نظري، إن الاستمرار في تنمية منطقة قناة السويس يجب أن يتم بشكل مختلف، بحيث لا ينظر لها علي أنها ممر مائي هام، ولكن كمنطقة متميزة بل فريدة، لتطوير الخدمات المختلفة علي جانبي القناة خاصة الأنشطة الاقتصادية والإلكترونية والتجارية واللوجستية والسياحية التي تساعد مصر علي خلق فرص عمل جديدة، ومصادر ثروة ضخمة ومتنوعة للاقتصاد الوطني، ولذلك تطوير وتعظيم الاستفادة من حسن ادارة المناطق الحرة لجانبي القناة عن طريق توفير الخدمات الفنية اللوجستية والإلكترونية التي يمكن أن تساعد على تطوير الخدمات الإلكترونية المتخصصة التي تدعم المنطقة، لجذب الاستثمارات الأجنبية.
وأوضحت قائلة: "مثال لذلك ، يمكن وضع الأسس لإنشاء المناطق الصناعية واللوجستية والبنية التحتية التي تساعد على توفير الخدمات التي تمكن من إقامة مشروعات جديدة من المناطق الصناعية المتخصصة خاصة التجارية العالمية، تجارة الترانزيت وأيضًا وذلك بإنشاء بورصات عالمية للمنتجات الزراعية التي تهم العالم كله ( الشاي والقمح والسكر والبن.. إلخ ) ، مناطق تخزين كبيرة عالمية ، مرتبطة ببورصات حبوب عالمية ، كما كانت مصر قديمًا لديها أكبر بورصة قطن وسكر وقمح، ذلك بالتعاون مع الشركات العالمية المتخصصة في إدارة شؤون الأنشطة التجارية في العالم ، وخاصة بورصات الحبوب.
وأشارت : "استفادة مصر بالتعاون مع هذه الشركات ، سوف يساعد على جعلها مركز التوزيع التجاري العالمي الرئيسي شرقًا وغربًا ، شمالًا وجنوبًا، كما يتعين إنشاء بنوك عالمية متخصصة للتعامل مع الشركات العالمية المتخصصة في إدارة المشاريع التي تساعد على تطوير الخدمات التجارية والاقتصادية العالمية".
وأكدت : "لا يمكن تجاهل أهمية الخدمات اللوجستية ، التي تسهل المرور للناقلات العملاقة ، وتقديم الخدمات اللازمة لها، كما أن هذه المنطقة يمكن أن تساعد على قيام مشروعات صناعية ( تجميعية ) للمساهمة في تسهيل وتخفيض تكاليف النقل بالنسبة للمنتجات الصناعية عند تصديرها ، أي المنتجات الصناعية، من أجل تحقيق أهداف استراتيجية جديدة خاصة بالتجارة الدولية".
وأضافت: "ولا يفوتني أن أذكر أهمية تطوير الخدمات السياحية السريعة، وإيجاد أسواق لمنتجات الاقتصاد الابتكاري لمنتجات المشروعات الصغيرة والمتوسطة، خاصة المنتجات اليدوية المرتبطة بالتراث الثقافي المصري ، كمنتجات خان الخليلي".
واختتمت: "ولذلك ، فإنني أود أن أذكر أن هذا المشروع الهائل لا يصح أن يستمر كممر مائي هام ولكن هناك أيضًا مشروع لخلق فرص عمل كبيرة لتطوير المناطق المحيطه ، وخاصة المحور الجديد، والمشكلة التي حدثت في الممر المائي للقناة ، السفينة افرجفن ، أكدت للعالم أهمية القناة للعالم، ومن هنا لا يفوتني أن أذكر وأؤكد على أهمية استقرار الأمن في هذه المنطقة الهامة من العالم ، خاصة في مصرنا العزيزة ، هام جدا من أجل استقرار المنطقة ككل واستقرار العالم، حيث أن استقرار وانتظام الأنشطة التجارية والاقتصادية علي مستوي العالم هو الأساس لاستقرار العالم أجمع.