أول ليلة في رمضان وتبييت نية الصيام


في أول ليلة في رمضان نحمد الله الذي خلق الإنسان وعلمه البيان، والصلاة والسلام على النبي العدنان سيد ولد آدم رسول الإسلام هادي الأنام، خير من صلى وصام وقام وطاف بالبيت الحرام، محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.
أول ليلة في رمضان
ها هو قد أقبل علينا شهر رمضان شهر الرحمة والغفران شهر الخير والإحسان والمحبة والغفران، شهر ينتظره المؤمنون من العام للعام، شهر تتنزل فيه الرحمات من رب الأرض والسماوات، شهر تغلق فيه أبواب النار وتفتح فيه أبواب الجنة، شهر تصفد فيه الشياطين ومردة الجن.
فعن أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا كَانَتْ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ، وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَنَادَى مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ»
هذه هي أول ليلة من ليالي الشهر الكريم، فأحسنوا استقباله، وأكرموا هلاله، وأروا الله من أنفسكم خيرًا، ويا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر، وأظهروا الفرحة بقدوم شهر رمضان الكريم؛ ومن يعظم شعائر اللّٰه، فإنها من تقوى القلوب، قال الله تعالى: "ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ".
الفائزون في رمضان
اقرأ أيضاً
فمن الواجب على كل الصائمين في رمضان أن يغتنموه، وأن يحرصوا على كل دقيقة فيه، حتى يخرجوا منه بالعتق من النيران، والفوز بقصور في جنة الرحمن، فإذا أردتم أيها الصائمون أن تكونوا من الفائزين في رمضان، فعليكم الاقتداء برسول الله «صلى الله عليه وسلم»، واهتدِوا بهديه، فلو نظرنا إلى هدي رسولنا الكريم «صلى الله عليه وسلم» في رمضان فسنجده كما وصفه الإمام ابن القيم: [وكان يخص رمضان من العبادة بما لا يخص غيره به من الشهور، حتى إنه كان ليواصل فيه أحيانًا؛ ليوفر ساعات ليله ونهاره على العبادة].
رمضان بَين الشهور كيوسف بين إخوته
وكان أجمل وصف لرمضان قد قاله الإمام ابن الجوزي فقال: [مثل الشُّهُور الاثني عشر كَمثل أَوْلَاد يَعْقُوب عَلَيْهِ وَعَلَيْهِم السَّلَام، وَشهر رَمَضَان بَين الشُّهُور كيوسف بَين إخْوَته، فَكَمَا أَن يُوسُفَ أحبُ الْأَوْلَاد إِلَى يَعْقُوب، كَذَلِك رَمَضَان أحب الشُّهُور إِلَى علام الغيوب].
وجوب تبييت النية لصوم رمضان
أكد علماء الدين أن النية شرط مؤكد في صحة صيام رمضان، ولذا فإنه يجب على كل من يعزم على الصوم أن ينوي بلسانه أو بقلبه في أي جزء من أجزاء الليل، ولو قبل الفجر بلحظة، كما أنه يجوز أن ينوي مرة واحدة لجميع أيام شهر رمضان، أو كل ليلة، وذلك لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من لم يبيِّت الصيام من الليل، فلا صيام له»
استقبل شهر رمضان بركعتين
عزيزي المسلم استقبل شهر رمضان بركعتين تخلو فيهما بالله تعالى وتناجيه وتطلب منه أن يغفر لك كل ما مضى، حتى تستقبل الشهر الكريم وصحيفتك نقية بيضاء.