أسباب ارتفاع أسعار الطماطم في الأسواق

هل الطماطم مجنونة؟ سؤال فرض نفسه الأيام السابقة ؛ بسبب الارتفاع الجنوني الذي وصلت فيه أسعار الطماطم 20 جنيها للكيلو ؛ خاصة أن أسعار الطماطم ترتفع وتنخفض خلال العام ونشاهد أسعارا متذبذبة غير ثابتة؛ وهذه الأسعار غير الثابتة يختبئ وراءها حقيقة علمية ثابتة، هي التي تأتي خلف التغيير في الأسعار بالزيادة أو النقص ؛ يجب أن نعلمها لكي نجد الحل الذي إذا تم اتباعه سنستطيع معالجة مشكلة ارتفاع أسعار الطماطم.

درجات الحرارة مسئولة عن ارتفاع أسعار الطماطم

قال الدكتور عبد المنعم الجندي أستاذ تربية الخضر والنباتات الطبية والعطرية ووكيل محطة بحوث البساتين بكفر الشيخ، إن عالم أمريكي وغيره من العلماء منذ ما يقرب من 100 عام أكدوا أن درجة الحرارة سواء باليل أو بالنهار هي التي تؤثر على محصول الطماطم ؛ فإذا ارتفعت درجة الحرارة عن 30 درجة مئوية في الصيف ؛ أو انخفضت عن 13 درجة مئوية في الشتاء، فهذا التغير في درجات الحرارة تؤثر على عملية العقد أي التزاوج الخاصة بالطماطم فلا يحدث تزاوج فتمنع تكوين الثمرة ونحصل على محصول طماطم منخفض.

وفي نفس السياق، تابع الجندي، ظهرت تجارة الهجن والبذور المستوردة التي تباع بأسعار عالية جدا في محصول الطماطم ؛ بالإضافة إلى أن شهر فبراير السابق كانت درجات حرارة الليل تنخفض إلى 6 و 8 درجات والصقيع كان في ذروته ؛ وفي هذا الوقت نبه أن الطماطم سترتفع أسعارها من نهاية شهر مارس وبداية شهر أبريل؛ مما تسبب في انخفاض المحصول وانخفض العرض على الطماطم وبالتالي زاد الطلب عليها ومن هنا ترتفع الأسعار

حلول لمواجهة ارتفاع أسعار الطماطم

أضاف الجندي، أيضا في شهر يوليو وأغسطس سيحدث تذبذب في زيادة أسعار الطماطم مرة أخرى نظرا لارتفاع درجات الحرارة ؛ ولكن هذا لا يعني أن نقف ونشاهد هذا الأمر بدون حلول وبالتالي يجب أن نضع خريطة لعلاج هذه المشكلة .

ومن هذه الحلول أن في عروات الصقيع؛ يجب توفير هجن مستوردة أو محلية، لها القدرة على تحمل درجات الحرارة العالية والمنخفضة ؛ وتتزاوج لتعطي محصول الطماطم بشكل جيد ؛ ولكن للأسف أسعار بذور هجن الطماطم مرتفعة؛ لذلك نجد صغار المزارعين يرفضون الزراعة في هذه الفترات ولا يستطيعون الإنفاق عليها، مما يتطلب ضرورة وجود دعم ؛ ويتم الدعم من خلال أن تأخذ الدولة من المستوردين حصصا من بذور الطماطم التي تم استيرادها بسعر الاستيراد ؛ وبدون مبالغة في الأسعار وبذلك ندعم الفلاح وإعطاءه التقاوي مدعومة من خلال الوزارة لكي تتوسع المساحة لزراعتها.

ثانيا يكمن الحل في القضاء على زيادة أسعار الطماطم ؛ من خلال مهندسي البساتين ومديريات الزراعة أن يقوموا بتغطية المساحات المختلفة في المحافظات والأقاليم ؛ أي زيادة مساحات من الطماطم مع زيادتها في العروتين؛ التي تحدث بهما أزمة انخفاض وارتفاع درجات الحرارة .

مع ضرورة دعم الفلاح من خلال توفير هجين البذور المحلية والمستورة ؛ ويتم ذلك من خلال حصول الوزارة على جزء من التقاوي من المستورد بشكل مدعم ؛ وإعطاءه للفلاحين في الأماكن المختلفة ومتعددة وعدم الاكتفاء بزراعة الطماطم في محافظات معينة؛ وبذلك نقضي على ارتفاع أسعار الطماطم مع التوسع في زراعتها في الصوب الزراعية بمساحات أكبر باستخدام هجن الطماطم التي تقاوم درجات الحرارة المختلفة.

وندعم استيراد الطماطم في الفترات التي لا تتوافر فيها الطماطم في الأسواق؛ كما يمكن تجفيف هذه الطماطم ثم تصديرها مجففة.