مصر تستعد لقمة المناخ.. هل يمكن أن تنقرض البشرية؟ خبراء المناخ يجيبون

التغيرات المناخية.. كلمة باتت تتردد مؤخرا على كثير من الألسنة وبين القيادات.. فهل يعلم أحد ما هي أضرارها المحتملة لتفاقم هذه الأزمة.. وهل تعلم بأن التغيرات المناخية قادرة على أن تقضي على الجنس البشري وخلال فترات قريبة وقصيرة؟

إن أعمار البشرية باتت في تناقص، بعد أن كان عمر الإنسان يصل إلى نحو 100 عام، الآن أصبح متوسط العمل أقل بكثير.

يقول الدكتور محمد سامح، مدير عام محميات المنطقة المركزية، ونقطة الاتصال في منظمة اليونسكو: إن الانقراض هو أمر طبيعي حدث على الكرة الأرضية أكثر من مرة فلقد اختفت كائنات وولدت أخرى ولكن في السنوات الأخيرة ظهرت تحذيرات كثيرة تطالب الدول بالتصدي للتغيرات المناخية، فهذا التغير يعود للصناعات المتعددة التي قامت بها الدول العظمى والتي كانت سببا رئيسيا في الإخلال بالمنظومة البيئية، والتي سرعت وتيرة التغيرات الطبيعية التي من الممكن أن تقضي علينا.

واختتم مدير محميات المنطقة المركزية بقوله: "إذا لم ننتبه سنفقد كثيرا من كوكبنا، فإن محمية وادي الحيتان، بمثابة رسالة من الزمن بأننا إذا لم ننتبه سيكون مصيرنا مثل الحيتان التي انقرضت منذ ملايين السنوات، وسيكون الانقراض أمرًا حتميًا وليس اختياريًا".

وطالب الخبير الجيولوجي محمد سامح، البشر التعامل بشكل آدمي مع الكرة الأرضية، قائلا: حتى وإن كنا سنختفي فلماذا نسرع هذه الخطوة، وتكون نهايتنا بأيدينا، مطالبا الدول العظمى المتسببة في الثورة الصناعية أن تتحمل مسئوليتها تجاه الدول النامية والمساهمة في تمويل مشاريع التكيف مع آثار التغيرات المناخية، فمن حقنا أن نتطور ونتقدم ولكن ما يحدث الآن أننا نتحمل نتيجة تطورهم ونخشى أن نقوم بمشاريع قد تسبب تفاقم أزمة الاحتباس الحراري.

أما الدكتور كريم عمر المدير الفني لمشروع بناء القدرات (CB3)، والخبير في مراحل الانقراض على الكرة الأرضية.. يقول: إن ارتفاع درجات الحرارة بهذه الصورة ستجعل الكرة الأرضية مكانا غير ملائم للحياة، قائلا: إذا ما لم ننجح في وقف الاحتباس الحراري فسوف تتغير الأرض بعد أقل من 500 عام إلى درجة سنجد أنفسنا في ظلها مضطرين للنضال من أجل البقاء والحفاظ على ثقافاتنا المترسخة تاريخيا وجغرافيا".

ويكمل عمر: النشاط البشري يُزيد بشكل ملحوظ من معدلات الانقراض للعديد من النباتات والحيوانات،مشيرًا إلى أن انقراض الكائنات كان حدثا منتظما قبل ظهور البشرية بوقت طويل، حدثت على إثره العديد من حالات الانقراض بسبب تحولات بيئية تدريجية أو سباقات التطور بين طبيعة تكوين الكائنات، أو التنافس المحلي بين الأنواع.

والبعض الآخر كان مفاجئا، كونه جزءا من الانقراض الجماعي العالمي الناتج عن تأثيرات الكويكبات أو البراكين، أو أسباب لم تُحدد بعد قد يكون الإنسان عاملا رئيسيا بها.

ووفقا لعلماء في جامعة أكسفورد، فإن هناك فرصة واحدة كحد أقصى من بين 14 ألف فرصة، بأن يفنى الجنس البشري في سنة ما، وفي حال أخذ العوامل البشرية في الاعتبار، فإن فرص انقراضنا الفعلية ستكون أبكر بكثير. ويعد تغير المناخ وكذلك الحرب النووية أو البيولوجية عاملين من هذه العوامل، حيث لم يحسب الفريق خطر انقراض البشر مع وضع ذلك في الاعتبار.

ويضيف الدكتور أحمد وجدي مدير مشروع بناء القدرات "CB3 " أن كل ١٠٠الف سنة يتغير بعد الأرض عن الشمس.. ومع تغير محور الأرض وحركة الألواح التكتونية للكرة الأرضية يتغير المناخ تغير جذري، فإن ٨٠% من الكائنات الحية تنقرض فى كل مرة يحدث فيها تغير مناخي حاد إلا أن المعدل بات عاليا وكارثيا يصل بنا إلى حد احتمال اختفاء الأرض .

وأضاف وجدي أن الحياة على الأرض وعمر الأرض 4 ونصف بليون سنة، كانت بدايتها غازات وبراكين، ولم يكن هناك أي أكسجين وكانت الكائنات لا تعتمد على الأكسجين حتى جاءت "السناتور باكتيرا" وقامت بعملية التمثيل الضوئي وأنتجت الأكسجين والغذاء وهو ما يتم من خلال ورق الشجر حاليا لتبدأ الحياة بعد 500 مليون سنة حين توفر الأكسجين على الأرض.

ومن المتعارف عليه خلال السنوات الأخيرة.. أن البشر هم المتسببون في زيادة كمية الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان نتيجة حرق الوقود الأحفوري وغيره من الأنشطة، وتَحبِسُ هذه الغازات الحرارة القادمة من الشمس داخل الغلاف الجوي، مُسببةً ارتفاع درجات الحرارة العالمية وتغير المناخ بشكل أسرع من الطبيعي، مما يعرض البشرية للخطر.