الثلاثاء 22 أبريل 2025 08:30 صـ 23 شوال 1446هـ
أخبار مصر 2050
  • رئيس التحرير التنفيذي مها الوكيل
  • مستشار التحرير د. عبد الرحمن هاشم
الأخبار

سورة سبب لجلب الرزق في الحياة والمغفرة في الممات.. تعرف عليها

سورة يس
سورة يس

لا نجد بيتًا من بيوتنا إلا ونسمع فيه آيات سورة يس تتردد كثيرًا، سواء طلبًا للبركة والرزق والخير الذي تأتي به آياتها كما يقول البعض، أو طلبا للرحمة والمغفرة لنا ولمن فارق دنيانا من أهلنا وأقاربنا وأصحابنا من خلال تلاوة آياتها كما يعتقد البعض، وحتى لو لم نجد نصًا صريحًا لهذه المعتقدات فلا تزال تلاوة آيات يس وباقي سور القرآن سببًا للراحة والخير لنا في الدنيا والآخرة.

يأتي ترتيب سورة يس في المصحف العثماني السورة السادسة والثلاثين، عدد آياتها ثلاث وثمانون آية، وسمّيت يس بهذا الاسم؛ لأنّ هذين الحرفين بدأتْ بهما السورة على شاكلة الأحرف المقطّعة، وانفردت بهما؛ فشكّلا ميزة لها عن بقية السور من ذوات الحروف المقطّعة؛ فعُرفتْ بهما، وهي سورة مكيّة، تمتاز بأنّها من ذوات الفواصل القصيرة، والإيقاعات السريعة، وهاتان الميزتان تطبعان السورة بطابع مميّز؛ حيث تتلاحق إيقاعاتها تباعًا، لتعمل أثرها في حسّ القارئ، وهو يتتبّع ظلالها المتنوّعة والعميقة من بدء السورة إلى خاتمتها.


سرُّ سورة يس

يكمن سرُّ سورة يس في فضائلها التي وصلتنا وسمعنا عنها من الرّوايات والآثار، رغم أنَّ كثيرًا من هذه الرّوايات والآثار لم تَصِحّ، وبيَّن كثيرٌ من علماء الحديث والتفسير ما كان مكذوباً منها وما لم يصحّ، ويمكن ذكر بعض ما صحَّ من الفضائل ومنها ما جاءنا من أن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام لقّب هذه السّورة بقلب القرآن، فقد روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- أنَّه قال: (إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ قلبًا وقلب القرآن يس).

كما روى جندب بن عبد الله -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- قال: (مَنْ قَرَأَ يس فِي لَيْلَةٍ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ غُفِرَ لَهُ) .

اقرأ أيضاً

وذهب جمعٌ من العلماء إلى استحباب قراءة سورة يس على المُحتضِر عند احتضاره؛ وعلَّلوا ذلك لاشتمال السّورة على مواضيع التّوحيد والبعث، والتّبشير بالجنَّة في ثنايا آياتها لمن مات على التّوحيد، فتستبشر الرّوح ويسهل خروجها، وفي ذلك قول الله تعالى: (قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ) .

قصص وحكايات في يس

احتوت السورة على قصص وحكايات جميلة ذات معاني عميقة ومنها :
قصة أصحاب القرية والرّجل الصّالح الذي لُقِّب بمؤمن آل يس، وقيل إنَّ اسمه حبيب بن مُرّة أو حبيب النجّار؛ لأنَّه كان نجّارًا كما نَقَلت بعض الرّوايات، وقد أخبرت سورة يس عن أصحاب القرية الذين أرسل الله تعالى لهم رسولين يدعونهم للهداية فكذّبوهما، فأرسل الله تعالى رسولًا ثالثًا وكذبوه كذلك وتآمروا على الرّسل الثلاثة، وكان في القرية حبيب الصّالح الذي جاء يسعى لينهاهم عن إعراضهم، وينصحهم بالإيمان بالله واتّباع الرّسل وعدم إيذائهم، وذلك كما في قول الله تعالى: (وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ)، فلم يستجيبوا لحبيب، وأشارت الآيات إلى أنَّهم قتلوه، من قول الله تعالى: (قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ)، ففي هذه الآية كنايةٌ أنَّ حبيب قُتِل شهيداً؛ حيث أُتبِعت دعوته وموعظته لهم بأمر الله تعالى له بدخول الجنَّة مباشرةً دون انتقال .

كما عرفنا حكاية من حكايات السورة من قال الله عزَّ وجلّ: (يس *وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ *عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ * لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ *لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ * إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ * وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ *وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ *)؛ حيث قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن هذه الآيات: (كان النبيّ عليه الصّلاة والسّلام يقرأ في المسجد، فيجهر بالقراءة، حتى تأذى به ناس من قريش؛ حتّى قاموا ليأخذوه، وإذا أيديهم مجموعة إلى أعناقهم، وإذا هم لا يبصرون، فجاؤوا إلى النبيّ عليه الصّلاة والسّلام ، فقالوا: ننشدك الله والرحم يا محمد! ولم يكن بطن من بطون قريش إلا وللنبيّ عليه الصّلاة والسّلام فيهم قرابة، فدعا النبي عليه الصّلاة والسّلام حتى ذهب ذلك عنهم). ويُظهر الحديث الوارد في سبب نزول هذه الآيات عظيم قدرة الله عزَّ وجل وحفظه لنبيّه عليه الصّلاة والسّلام، وردّ كيد كفّار قريش في نحورهم.

وحكاية أخرى نعرفها من قول الله عزَّ وجلّ في السورة: (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ)، وسبب نزول هذه الآية كما قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: (كان بنو سلمة في ناحية من المدينة، فأرادوا أن ينتقلوا إلى قرب المسجد، فنزلت هذه الآية (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ) فقال رسول الله عليه الصّلاة والسّلام: (إن آثاركم تكتب) فلم ينتقلوا.

وهنا يُبيّن الحديث النبويّ الشّريف الوارد في سبب نزول هذه الآية أنّ كل ما يعمله الإنسان من خير يُكتَب له أجره، والعكس كذلك، فعندما أراد بنو سلمة أن ينتقلوا إلى جوار المسجد النبويّ الشّريف ليكونوا قريبين من رسول الله عليه الصّلاة والسّلام من جهة، ويتعبّدوا في مسجده من جهة أخرى، جاءهم جواب من عند الله عزَّ وجلّ أنَّ آثارهم تُكتب فلم ينتقلوا من مكانهم.

كذلك قال الله عزَّ وجلّ: (أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ* وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ).

سورة يس المصحف العثماني سرُّ سورة يس

مواقيت الصلاة

الثلاثاء 08:30 صـ
23 شوال 1446 هـ 22 أبريل 2025 م
مصر
الفجر 03:48
الشروق 05:21
الظهر 11:54
العصر 15:30
المغرب 18:26
العشاء 19:48