مرصد الأزهر: القاعدة بعد الظواهري.. صراع على الزعامة وارتباك مؤقت


سلط مرصد الأزهر لمكافحة التطرف في تقرير له الضوء علي خبر مقتل "أيمن الظواهري" زعيم تنظيم القاعدة، في هجوم نفذته القوات الأمريكية على أفغانستان، الذي استقبله العالم بشيء من الارتياح.
وتعليقًا على العملية أكد "جو بايدن" رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، أن "العدالة تحققت" وأن العالم لم يعد يخش هذا "القاتل الذي لا يرحم".
وتأتي هذه العملية استجابةً لتقرير الأمم المتحدة في يوليو الماضي، والذي حذر من استعداد تنظيم القاعدة للتغلب على تنظيم داعش الإرهابي، وبالتالي احتلال صدارة التنظيمات الإرهابية على المستوى العالمي. والحقيقة أن الإدارة الأمريكية لم تهدف فقط إلى استهداف رأس التنظيم باعتباره أحد أكثر الشخصيات الإرهابية المطلوبة عالميًّا، وإنما هناك العديد من الأهداف والتداعيات الإقليمية والدولية الأخرى، أبرزها استعادة الشعبية، فوفقاً لما أكده "جوادي كالبو" الصحفي والمحلل الأرجنتيني الجنسية، أن عملية قتل أحد أهم القيادات الإرهابية المطلوبة عالميًّا، تعد محاولة من (بايدن) لاستعادة شعبيته التي تراجعت في الفترة الأخيرة، لا سيما بعد الانسحاب من أفغانستان.
ووفق استطلاعات مجلة "نيوزويك" الأمريكية، فقد أعرب (44%) من الأمريكيين عن رضاهم على أداء الرئيس الأمريكي لأسباب، أبرزها قتل زعيم القاعدة الذي يعد فريسة رمزية أكثر من كونه هدفًا حقيقيًّا.
اقرأ أيضاً
أسقف أطفيح يدشن مذبح على اسم الأنبا أنطونيوس بقرية دير الميمون
5 شروط للقبول في برنامج التمريض المكثف بجامعة حلوان
الأرصاد تحذر من التعرض للشمس وارتفاعات ملحوظة في درجات الحرارة
وزير الصحة: انخفاض ملحوظ في إصابات كورونا والمترددين على المستشفيات
لتلقى بلاغات المواطنين.. الصحة: إدخال الخط الساخن 16474 بالمشروع القومي للرعايات والحضانات
78 ألف طن قمح.. إجمالي رصيد صومعة الحبوب والغلال بميناء دمياط
التعليم العالي: بدء فعاليات الأسبوع التعريفي بالجامعات الأهلية الجديدة
برلماني يحذر من تراجع إنتاج الرقائق الإلكترونية.. ويطالب بالبحث عن أسواق بديلة
وزيرا التعليم العالي والبيئة يناقشان استعدادات مصر لمؤتمر المناخ COP27
الإنتهاء من ترميم تمثال الملك تحتمس الثاني بالواجهة الجنوبية للصرح الثامن بمعابد الكرنك
استقبل الرئيس السيسي اليوم جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، ملك الأردن، وجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البحرين
محافظ سوهاج: إنشاء 214 مدرسة جديدة بتكلفة مليار جنيه خلال 3 سنوات
وتابع المرصد أن الهدف الثاني من استهداف الظواهري هو تفتيت التنظيم والذي يصعب من منظور الخبراء تعيين زعيم جديد يحظى بقبول الجميع، حيث أنه من المتوقع أن تكون هناك تغييرات جذرية في سياسة التنظيم الخارجية وعلاقته بالتنظيمات الأخرى كداعش، وهو أمر يتوقف على مدى استعداد القيادة الجديدة لتحقيق نوع من التوازن أو فرض القوة على الصعيد العالمي. وربطت "خوليتا نساو" الكاتبة والصحفية الأرجنتينية، استمرار نشاط القاعدة بتغيير الإستراتيجية.
ويشير الخبراء إلى أن قتل كبار قادة التنظيمات الإرهابية قد يؤدي إلى عدم توازنها مؤقتًا، لكن ذلك ليس علاجًا ناجعًا للقضاء على حركة متطرفة عنيفة انتشرت في جميع أنحاء العالم، وتزداد قوة في العديد من المناطق الإفريقية، على سبيل المثال، والأمر منسحب على تنظيمي القاعدة وداعش، أي إن خطرهما لا يزال مستمرًا.
وهناك من يرى أن التنظيمات الإرهابية في المدة الأخيرة قد اعتادت على إستراتيجية "قطف الرؤوس" لقتل قادتها، ومن ثم فإن تأثير هذه الإستراتيجية قد يكون محدودًا إلى حد ما إذا ما وضعنا في الاعتبار وجود مجلس شورى ولجان داخلية تدير تلك التنظيمات، علاوة على اللا مركزية وانتشار الفروع الإقليمية للتنظيم، وكذلك قدم التنظيم وتجذره، فهو ليس حركة ناشئة تتلاشى بفقدان زعيمها.
ويرى المرصد أن مقتل (الظواهري) سيؤثر على التنظيم وسيعرقل جزءًا كبيرًا من خططه، علاوة على الضعف المعنوي الذي يتسلل إلى نفوس عناصره بعد مقتل قائدهم. وأن مقتله من شأنه إحداث حالة من الارتباك داخل صفوف التنظيم الذي يبنى إستراتيجيته الإعلامية على تصدر زعمائه المشهد الإعلامي، وخلق هاله كبيرة حولهم، وربط أعضاء التنظيم بهم، وقد ظهر هذا التأثر بوضوح بعد مقتل "أسامة بن لادن"، حيث فقد التنظيم جزءًا كبيرًا من قوته بعد مقتله، لذا فمن المتوقع حدوث الأمر ذاته بعد مقتل (الظواهري). وإن كان المتخصصون يتفقون على أن تنظيم داعش الإرهابي يعد التهديد الأكبر للغرب، إلا أن بعضهم يرون أن تنظيم القاعدة يعد أخطر تنظيم إرهابي على المدى الطويل. لذا فإن محاربة الإرهاب والقضاء على قياداته يجب أن يصحبها مكافحة للفكر وتجفيف لمنابع التطرف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والإعلامية.