ذكرى ميلاد فريد شوقي.. كيف تعلّق ملك الترسو بالتمثيل وأنفق عليه كل مصروفه منذ طفولته؟


تمر اليوم (30 يوليو) ذكرى ميلاد الفنان فريد شوقي، الذي ولد في مثل اليوم من عام 1920 بحي السيدة زينب في القاهرة.
قدم فريد شوقي عطاء فنيا ثريا ومنوعا بين السينما والدراما والمسرح. وإلى جانب التمثيل، كان له تجارب مع التأليف والإنتاج والإخراج.
درس فريد شوقي الهندسة التطبيقية، وما إن أعلن معهد الفنون المسرحية عن قبول أول دفعات طلابه، تقدم -حيث كان متعلقا بالتمثيل منذ طفولته- واجتاز كل الاختبارات، وأبدى تفوقا في سنوات الدراسة.
وصحب شدة شغفه وتعلّقه بالفن في سنوات الطفولة والصبا الكثير من المواقف المميزة، التي رواها من خلال صفحات مذكراته، وحررتها الكاتبة والناقدة إيريس نظمي تحت عنوان "ملك الترسو: فريد شوقي"، والصادر عن دار ريشة للنشر.
* تشجيع من الأب
يقول فريد شوقي: "والدي هو المسئول الأول عن اتجاهي إلى الفن والتمثيل بالذات، دون أن يقصد طبعًا، وهو الذي غرس في قلبي حبَّ الفن بحُكم أنه أديب ومتحدث لبِق ومُحب لكل الفنون، كان يدفعني بقوة لإكمال تعليمي، والوحيد من بين كلِّ أفراد أسرتي الذي شجعني على التمثيل. هو وحده في جانبٍ وبقية الأسرة كلها في جانب آخر".
* المصروف وإيجار الجمهور
ويكمل: "كان مصروفي اليومي قرش تعريفة (نصف قرش صاغ)، كنت أفكه إلى 5 مليمات وكل مليم إلى نصفَين من المليم، كان نصف المليم عُملةً معروفة في ذلك الوقت، وعادة كنتُ أخرج إلى الشارع وفي جيبي 10 أنصاف من المليمات، وهي كل مصروفي ودخلي اليومي، ثم أجمع أطفال الشارع الصغار، وأبدأ في توزيع مصروفي اليومي عليهم، كل واحد له عندي نصف مليم، ولكن بشرط أن يُشاهدوني عندما أُمثِّل، وعندما أنتهي من التمثيل يُصفقوا لي ويشجعوني".
* صفِّقوا يا أولاد
ويصف المشهد بقوله: "وأحضر أريكة مُرتفعة قليلا عن الأرض، أتصور أنها خشبة المسرح، ويجلسون هم فوق الأرض وكأنهم جالسون داخل صالة المسرح، ثم أبدأ في التمثيل وتقليد الممثلين الكبار المعروفين الذين أُشاهدهم في شارع عماد الدين، خاصة يوسف وهبي ونجيب الريحاني، وبعد أن أنتهي من التمثيل أقول لهم (صفِّقوا يا أولاد)، فيصفقون لي وأنا في غاية السعادة، بل أميل أمامهم وأرد لهم التحية مثل النجوم الكبار".
ويضيف متعجبا عن تبدّل الأحوال: "مصروفي اليومي كله كنتُ أدفعه حتى آخِر مليم؛ لكي يُشاهدني الناس، أما الآن فإن الناس هم الذين يدفعون 20 و30 و50 قرشًا لكي يُشاهدوني".
وواصل: "خجلتُ أن أخبر أمي بما أفعله كل يوم في الحديقة، إنها تظنُّ أني أنفق مصروفي اليومي في شراء قطع الشيكولاته أو الحلوى، وهي لا تعلم أني لا أنفق مليمًا واحدًا، بل أوزع المليمات المقسمة على المشجعين الذين يُصفقون لي وأنا أقلد أمامهم أشهر الممثلين".