تطوير مسجد السيدة نفيسة.. نفيسة العلم التي وهبت حياتها للعبادة والإحسان للفقراء


افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح اليوم الثلاثاء، مسجد السيدة نفيسة بعد إتمام أعمال التطوير والترميم، والتي ضمت ترميم وتجديد الصالات الداخلية بالمسجد وما بها من زخارف معمارية راقية وغنية، تماشيا مع الطابع التاريخي والروحاني للأضرحة والمقامات، وذلك جنبا إلى جنب مع تطوير جميع الطرق والميادين والمرافق المحيطة والمؤدية لتلك المواقع، وذلك بحسب البيان الرسمي للمتحدث باسم رئاسة الجمهورية.
ورافق الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال تفقد أعمال تطوير مسجد السيدة نفيسة مفضل سيف الدين، سلطان طائفة البهرة بالهند، والذي أعرب عن سعادته لمنح الرئيس السيسي له وشاح النيل؛ لما تمثله هذه البادرة الكريمة من تعزيز الروابط ومتانة العلاقات المتميزة التي تجمع بلاده بجمهورية مصر العربية على مدار أعوام، موجها شكره وتقديره لجهود أجهزة الدولة المصرية المتعددة، وخاصة جهود وزارة الأوقاف، وكذلك جهود القوات المسلحة لعمارة بيوت الله.
وتحتفظ السيدة نفيسة (حفيدة الإمام الحسن) رضي الله عنها بمكانة كبير بقلوب المصرييين على امتداد التاريخ، بداية من استقبالهم لها بحفاوة غير مسبوقة لدى وصولها، كذلك كان إصرارهم الشديد على أن تدفن بأرض مصر بعد وفاتها، وهو الأمر الذي رفضه زوجها في البداية، حيث رأى أن تدفن بالبقيع جوار قبر جدها رسول الله؛ لكنه لم يستطع أن يرد طلب المصريين بعدما رأى ر سول الله صل الله عليه وسلم في منامه يقول له: «يا إسحاق رد على الناس أموالهم وادفنها عندهم»، ما أسعد المصريين بعدما تحقق رجائهم.
• نفيسة العلم
ومن أبرز ما عرفت به السيد نفيسة كان لقبها «نفيسة العلم»، حيث فاق حبها للعلم أكثر نساء عصرها، وقد عرف ذلك عنها؛ فكانت تجتمع بطلاب العلم الذين يفدون إلى دارها في المدينة المنورة من مختلف بلاد المسلمين خاصة في مواسم الحج وكان أكثر هؤلاء من المصريين؛ فقد ورثت عن جدها ميراث النبوة وهو العلم والحكمة وكانت تنشر هذا الميراث، بل كان نشره أحب شيء إليها، ولذلك لا نعجب إذا علمنا أن العلماء كنوا يسعون إلى مجالس علمها، والاستماع لشرح أحاديث رسول الله بطريقتها التي كانت تأخذ الألباب، حسب كتاب «كريمة الدارين» للكاتب النبوي سراج.
• عطاء جزيل
ويذكر الكاتب في موضع آخر، ملمحا من ملامح شخصية السيدة نفيسة رضي الله عنها، بكونها نموذجا استثنائيا في العطف والإيثار والعطاء؛ فكانت موسرة لا ترد سائلا ولا تمنع محتاجا وكانت تبحث عن كل صاحب حاجة وتقضيها له.
ويذكر بأن أحد الأمراء وهب لها مائة ألف درهم اعترافا بفضل الله الذي أكرمه وهداه إلى طريق المستقيم بعد أن كاد يهلك، فلما أخذت هذا المال، صرّته صررا بين يديها وفرقته على الفقراء والمساكين، ولما ألمحت إليها واحدة من أهلها أن لو تركت منه شيئا تشتري به طعاما لإفطارها، قالت لها: "خذي غزلا غزلته بيدي فبيعيه واشتري لنا به طعاما"، ولم تأخذ صاحبة النفس العفيفة شيئا من المال الذي وُهب لها.