مستشارة الدبلوماسية العامة الصينية لـ«اخبار مصر »: بكين تسعى لتعزيز علاقتها مع العالم العربي وتحديدا مصر


قالت مستشارة الدبلوماسية العامة الصينية، لو شي، إن الصين تسعى لتعزيز علاقاتها بالعالم العربي وعلى وجه التحديد مصر، الذي تربطها بها علاقات وطيدة على مختلف الأصعدة، وبخاصة السياسية والاقتصادية، مشيرة إلى هدف الدبلوماسية لزيادة التعاون بين الجانبين المصري والصيني في مختلف المجالات وتكثيف تبادل الزيارات مع مصر.
وتطرقت مستشارة الدبلوماسية العامة لمناقشة عدد من القضايا منها دورها واستراتيجيتها في التعامل مع دول العالم، وأهمية جهود الدبلوماسية العامة الصينية في الصين وخارجها، ودورها في التعامل مع الدعاية المستمرة لوسائل الإعلام الغربية ضد الصين، خاصة في قضايا شينجيانج والتبت وتايوان وكيفية مواجهتها.. وإلى نص الحوار.
- في البداية.. هل يمكن أن تشرحي لنا الأسس التي تبني عليها استراتيجيتك للدبلوماسية العامة وما هي سماتها؟
جمعية الدبلوماسية العامة الصينية المعروفة باسم "CPDA" أيضا، تأسست في مارس عام 2013، كمنظمة قانونية على مستوى البلاد، لا تهدف للربح، بل تضم خبراء وعلماء ومشاهير ومؤسسات وطنية ومؤسسات ذات صلة في مجال الدبلوماسية العامة، بهدف زيادة التقارب والتعارف بين الصين والدول الصديقة في مختلف المجالات، وإظهار صورة الصين الحقيقية، من خلال تبادل الزيارات بين القطاعات الأكاديمية والإعلامية بين الصين وهذه الدول، ومن بينها مصر.
تنتهج الدبلوماسية العامة الصينية فكر الرئيس الصيني شي جين بينج حول "الاشتراكية ذات الخصائص الصينية" لعصر جديد، وتتخذها كمبادئ توجيهية، وخاصة فكر الرئيس شي حول الدبلوماسية.
- هل يمكن أن تشاركينا رؤيتك حول دور وأهمية جهود الدبلوماسية العامة الصينية في الصين وخارجها؟
تقوم الدبلوماسية العامة الصينية بالتنسيق والتنظيم بين الموارد داخل المجتمع وخارجه لتحقيق أفضل التبادلات بين الصين ودول العالم، وذلك من خلال استضافة سلسلة من أنشطة الدبلوماسية العامة المميزة والمثمرة، حيث تسعى الدبلوماسية العامة جاهدة لتعزيز التفاهم المتبادل والصداقة بين الصين وبقية العالم، وخلق بيئة دولية مواتية للتنمية السلمية للصين وتوطيد علاقاتها الخارجية.
ويشمل العمل الرئيسي للدبلوماسية العامة الصينية على جوانب عديدة، من ضمنها على سبيل المثال لا الحصر شرح سياسات الصين، وإسماع صوتها للمجتمع الدولي، ونقل قصص حقيقية عن الصين بعيدا عن الأخبار والمعلومات المزيفة والمضللة، ونشر أفكار الصين وحكمتها وخططها على نطاق واسع، بما في ذلك اهتمامها بوجود مصير مشترك للبشرية، ومبادرة التنمية العالمية، ومبادرة الأمن العالمي، ومبادرة الحضارة العالمية، وأيضا تحسين فهم المجتمع الدولي واعترافه بمسار التنمية الصيني وفلسفتها.
- هل يمكنك مشاركتنا ببعض من آخر جهودك وإنجازاتك في بناء التواصل بين الصين والدول؟
تعزيز التبادل الحضاري والثقافي بيننا وبين الدول الأخرى، هو أحد اهتمامات جمهورية الصين الشعبية في الوقت الحالي، فعلى سبيل المثال، خلال فترة الوباء عقدت الدبلوماسية العامة الصينية ندوات بالفيديو مع السفارات الصينية في مصر والكويت حول "فهم الصين - تجربة وإلهام التخفيف من حدة الفقر" وأيضا منتدى التعاون الاقتصادي الرقمي بين الصين والكويت ضمن "مبادرة الحزام والطريق".
وأيضا قمنا بعقد مسابقة فيديو قصير بعنوان "مبادرة الحزام والطريق" مع مركز أخبار "لجنة مراقبة وإدارة الأصول المملوكة للدولة التابعة لمجلس الدولة الصينية" وصحيفة "جلوبال تايمز" التابعة لصحيفة الشعب اليومية، لشرح مفهوم بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية، وتعزيز الدعم الاجتماعي والعام لمبادرة "الحزام والطريق".
- كيف يمكن للدبلوماسية العامة أن تساعد في التهرب من الصراع ونشر السلام؟
تعاوننا مع وسائل الإعلام الصينية والأجنبية لجعل صوت الصين مسموعاً أكثر وأكثر، على سبيل المثال، نظمت الدبلوماسية العامة الصينية بالتعاون مع برنامج السفر الأول الناطق باللغة الإنجليزية "رحلة من الصين"، الذي يبث على شبكة تلفزيون الصين الدولية "CGTN"، كل يوم سبت، مما يوفر للصحفيين من جميع أنحاء العالم فرصة لمراقبة وفهم الصين بعمق.
وفي إطار منتدى بواو لآسيا، الذي يعد منصة تعاون مهمة بين الصين والدول المجاورة ودول العالم، تعاونت الدبلوماسية العامة الصينية مع راديو الصين الدولي "CRI" لعقد مؤتمرات وموائد مستديرة لقادة الإعلام في آسيا 4 مرات.
- فيما يتعلق بالعالم العربي ومصر على وجه الخصوص، هل تعتقد أن مهمتك تزداد سهولة أم تزداد صعوبة؟
الصين ما زالت تهتم كثيرا لتعزيز علاقاتها الدبلوماسية مع العالم العربي ومصر بغض النظر عن مدى السهولة والصعوبة في ذلك، وفي المستقبل، أؤكد أن اهتمام الدبلوماسية العامة الصينية سيتعزز تجاه الدول العربية فقط، ولن يضعف، وسوف يتماشى هذا مع التعزيز المستمر للعلاقات الصينية العربية.
ونحن نسعى بالأخص لزيادة التعاون بين الجانبين المصري والصيني في مختلف المجالات وتكثيف تبادل الزيارات مع مصر، نظرا لأهمية هذا البلد في منطقة الشرق الأوسط، وحضارته العريقة، وأيضا لأهمية علاقاته بالصين، سعيا لدعم التقارب بين البلدين اللذين يتمتعان بعلاقات وطيدة على مختلف الأصعدة، وبخاصة السياسية والاقتصادية.
- كيف تتعامل الدبلوماسية العامة الصينية مع الدعاية المستمرة لوسائل الإعلام الغربية ضد الصين خاصة في قضايا شينجيانج والتبت وتايوان؟ هل يمكنها مواجهة ذلك؟
بالتأكيد يجب أن تكون الإجابة نعم.. يمكن للدبلوماسية العامة أن تلعب دورًا مهمًا للغاية في معركة الحقيقة ضد الباطل، أو الحقائق ضد الأكاذيب.
أولاً، يجب توفير المعلومات الحقيقية للجمهور المستهدف، على سبيل المثال، نتعامل مع المراكز البحثية باعتبارها مراكز المعلومات، ونوفر لهم محتوى يتضمن عرضًا متعدد الزوايا للحقيقة فقط، وسنجري معهم اتصالات متعمقة عند الضرورة.
وبالنسبة لوسائل الإعلام العالمية، سيكون من الأفضل أن تتحرى الدقة في المعلومات وتبتعد عن التضليل، أما بالنسبة لعامة الناس، غالبًا ما نستخدم طرق المقارنة وعرض وجهات النظر المختلفة لجعلهم يفهمون ويعرفون الحقيقة.
ثانيًا، يمكن اتخاذ طرق مختلفة للتعامل مع مثل هذه القضايا مثل المنتديات والندوات والزيارات والتدريب والأنشطة الثقافية والمقابلات وما إلى ذلك لتلبية الاحتياجات ومناهضة التضليل الذي نتعرض له.
ثالثًا، يجب أن تقوم وسائل الإعلام التقليدية مثل الراديو، والتلفزيون، والصحف، ووسائل الإعلام الجديدة، من الوسائط المتعددة والسوشيال ميديا، بتقديم وظيفتها بالكامل لمحاربة هذا النوع من التضليل.
وباختصار، نحن نعمل على تطبيق هذه الجوانب جميعها بشكل شامل في الدبلوماسية العامة، لتشكيل قوة مشتركة تستطيع شرح السياسات وكشف الحقيقة ودحض الأكاذيب وما إلى ذلك، حتى يمكننا نشر الحقيقة في الوقت المناسب وبطريقة واسعة وفعالة، لتحقيق الهدف من عملية الإرشاد الإيجابي للرأي العام العالمي.