العز بهدله
بقلم مها الوكيل«العز بهدلة والفقر حشمة» مثل سمعته من زمان! تذكرته وأنا أعيد قراءة قصة أغنى شابة فى العالم فى أواخر الثمانينات من القرن الماضى.
«كريستينا» فتاة يونانية ابنة «أرسطو أوناسيس» الذى كان يملك المليارات، والجزر، والطائرات، والأساطيل البحرية. ورثت مليارات أبيها، ورغم ذلك عاشت حياتها تتحدث عن العذاب والحرمان والشقاء. عاشت فى ترف وبذخ بلا حدود، لدرجة أن والدها كان يصرف 30 ألف دولار شهريا على أصدقائها، لقضاء وقت معها!
رغم معارضة والدها لزواجها من رجل أمريكى لعدم التكافؤ إلا أنها أصرت على الزواج ممن تحب، وبالتالى رفض والدها حضور حفل الزفاف! لم يعش الحب سوى أربعة عشر شهرا وكان الطلاق. بعد وفاة والدها، تزوجت رجلا يونانيا أحبته من أول نظرة، وتم الطلاق بعد عدة شهور. زيجتها الثالثة، كانت من روسى شيوعى يعمل فى توكيلات السفن. تصورت أنها اشترته ثم اكتشفت أنه اشتراها! عاشت معه فى منزل متهالك فى أحد أحياء موسكو القديمة.. وعندما سألها الصحفيون عن حياتها قالت: أبحث عن السعادة!.
كان زوجها الروسى يصدر لها الأوامر ويهزأ بها ويعاملها كأنها جارية. طلبت الطلاق بعد عام فرفض.. ثم طلب خلو رجل بضعة ملايين وطلقت بعد أن أصيبت باكتئاب مزمن!.
آخر فصول هذه الدراما الإنسانية، كان زواجها من رجل صناعة فرنسى، أنجبت منه ابنتها الوحيدة التى اعتقدت أنها ستوثق الرابطة بين الزوجين، ولكن لم يحدث وطُلقت الطلاق الرابع!.
ولما بلغت كرستينا الخامسة والثلاثين من عمرها، أحبت مليونيرا أرجنتينيا، وقررت أن تتزوجه. فجأة، ماتت واختلفت الآراء حول سبب موتها. قيل إنها أصيبت بأزمة قلبية، وقيل إنها ماتت بمرض الاستسقاء الرئوى الحاد، وقيل إنها تشاجرت مع خطيبها الجديد. وقالت الشائعات إن سبب وفاتها هو إدمانها للمخدرات التى كانت تتعاطاها حزنا على وفاة أبيها ومقتل أخيها الوحيد.. ولكن أطباءها كذبوا الشائعات، وأكدوا أن الأدوية التى كانت تأخذها، لم تكن تؤثر على صحتها، وإنما كانت تساعدها على التغلب على الهموم والاكتئاب الذى سيطر عليها، وجعلها تتوهم أنه لا يوجد من يحبها لشخصها بل لأموالها. ولم تعد تثق بإنسان ولا تطمئن لصديقة، فكانت تختار العزلة عدة أسابيع تخرج وتلتقى بالناس، وفجأه تعود مرة أخرى إلى عزلتها، ولا تستقبل ضيوفا أو ترد على تليفونات.. أوتلتقى بالمديرين الذين يديرون شركاتها وحساباتها.
الكثير من المال يذهب بالعقل!.