الثلاثاء 22 أبريل 2025 04:43 صـ 23 شوال 1446هـ
أخبار مصر 2050
  • رئيس التحرير التنفيذي مها الوكيل
  • مستشار التحرير د. عبد الرحمن هاشم
المقالات

العرب تحاكي قصة ميركل والدوحة بثلاثين أمرأة ترد

أخبار مصر 2050

شهد الشارع الألماني مؤخرًا مغادرة أنجيلا ميركل كأمرأة شغلت منصب مستشارة علياء لألمانيا، ولمدة تجاوزت بها كثير اقرانها السياسين من الرجال، وقد حضي شخسها بكثير من الأحترام والتقدير وذلك لما لعبته من دور ريادي وبارز عززت به مكانة بلدها أولًا وأورباء ثانيًا. وفي وقت كانت شعوب عربية ترسم صورًا بأشكال مختلفة عن ملامح الديمقراطية الحرجة وحقوق الإنسان في بلدانها..فالدوحة لوحدها على موعد مع تجربة انتخابات تعقد ولأول مرة على مر تاريخها ومن خلالها ترشح إلى جانب الرجل بضع وثلاثين امرأة وجميعهن يحلمن بميركل العربية، غير إن الاخفاق كان من نصيبهن، ولم تصعد ولا ميركل واحدة للمجلس الأسشاري القطري، وقد غادرن مكسورات الخاطر أمام واقع سياسي متخمًا ومثخنًا بقمع الرجولة..

وتونس تعيش أوج سعادتها بلقائها محبها وقيسها أبن سعييد، يتكلم عنها بلسانٍ عربي فصيح ودونما لكن، وليصعد على الملاء كل لحظة مؤكدًا على بناء المجهول ومنفيًا المعلوم. وما أن شعر بالفراغ الذي تركته المستشارة ( أنجيلا ميركل ) للعالم حتى بادر وعيّن بدلًا عنها (نجلاء بودن) كجديدة تقوم مقامها في منصب رئيسة وزراء تونس.

وفي الطرف الجنوبي يقف السودان وجيشه والبرهان من بعد البشير حائرون بالفترة الانتقالية والتي ما زال يبشّر حولها بعهدٍ جديد للسودانين تسوده الحرية والعدالة والمساوة.. والكنداسة هذه المرة ستصعد ميركل بعينها من أرض جوبا ومن جبال النوبة ودار فور، وليبرهن السودان للعالم أجمع عن تغير النظم البالية والتقليدية لديه واكتسابه الطابع الحضاري بامتياز.

والعراق بصدد احتساء كأس عرسًا ديمقراطيًا نغص، وغير قادر فك طلاسم شفرته السياسية، ومنذ ولج من صدمته الصدامية وإلى اللحظة هو لا زال في عمق الزجاجة، ولا أمل عن انفكاك عقده قريبًا، ولأن التغير يمضي ببطء ولاعتبارات عدة ولكن التوقّف عن ديمقراطية هزيلة، يعني لهذا البلد انتكاسة تضاف لانتكاساته المتلاحقة، وللأهمية يرجى من الكل التقّيد بتكرار طريقة المشهد السابق..!

ذلك واقع أمتنا العربية والتي ما أن تمتطي صهوة من الصهوات بغية كتابة تاريخها من جديد حتى تسقط إلى الأسفل، وهكذا تصبح كعادتها راجلة تعكز عكازها، ولا منها راكبًا جواد سفره إلى عصر التقدّم والتحضّر، وبين هذا وذاك يفتتن قادتها بفلسفة الخلود الأبدي للعرش، تقننه سلوك جريئ تسوق من ورائه أهدافها وفق فرضيات ملتويّة دونما أمل أن تستوي يومًا وتصحح خطأها، لتحوّل جدلية وحقيقة السلطة عند كل مرة تصارع من أجلها، إلى وبال تكسر بها كاحل كم كذا شعوبًا حالمة بالارتقاء والعيش الكريم.

وكما هي الديمقراطية سلوك حضاري ومبادئ في الحكم تزعزع أوكار الديكتاتوريات، وذلك لما لها من إنجازات في بناء قدرات الفرد والمجتمعات، لكن بالمقابل للثانية "كجمهورية الصين الشعبية ومثيلات" إنجازات أيضًا فلم تقف عاجزة أمام الأولى، وقد بارتها ونافستها بشتى الوسائل، بل وتكاد تتخطاها وتثبت نفسها عليها في جوانب عديدة.

والعرب نحن نعتبر لا من هؤلاء ولا من هؤلاء، فما زلنا نرزح ونسجد بين البين، وليشرع حكامنا ودون كلف معتنقين خليط من المبادئ والمفاهيم المتقاطعة مع مصالحهم، ليس إلا، فغدونا بذلك لا من اصحاب الشمولية والقمع نبنى ونظهر شعوبًا تقاوم مخاطر غزو العولمة القادمة عليها من الغرب، ولا من اصحاب الانفتاح الحضاري نعلي خيار الديمقراطية نتمثلها ونتركها تواصل حشدها فينا إلى ما لا نهاية، وتلك عقدة تكمن فيها مصائبنا.

مواقيت الصلاة

الثلاثاء 04:43 صـ
23 شوال 1446 هـ 22 أبريل 2025 م
مصر
الفجر 03:48
الشروق 05:21
الظهر 11:54
العصر 15:30
المغرب 18:26
العشاء 19:48