دراسة تكشف: مرض الزهري نشأ في الأمريكيتين والاستعمار الأوروبي سبب الانتشار
ايات احمدانتشر مرض غامض فى أوروبا فى أواخر القرن الخامس عشر، بعد وقت قصير من عودةكريستوفر كولومبوس وطاقمه من الأمريكتين، وقد ناقش الخبراء لقرون من الزمان أصل هذا المرض المعروف الآن باسم مرض الزهرى، كشفت أبحاث جديدة فى الجينومات القديمة، أن مرض الزهرى جاء من الأمريكتين، وليس من أوروبا، وفقا لما نشره موقع" livescience".
قالت كيرستن بوس، المؤلفة المشاركة فى الدراسة وخبيرة علم الوراثة الأثرية فى معهد ماكس بلانك لعلم الإنسان التطورى فى لايبزيج بألمانيا، فى بيان : "تدعم البيانات بوضوح وجود جذر للزهرى وأقاربه المعروفين فى الأمريكتين، إن تقديمهم إلى أوروبا بدءًا من أواخر القرن الخامس عشر يتوافق إلى حد كبير مع البيانات".
قام الباحثون بتحليل الهياكل العظمية البشرية من العديد من المواقع الأثرية في الأمريكتين بحثًا عن أدلة على مرض الزهري والأمراض المرتبطة به، وكشفوا عن نتائجهم فى دراسة نُشرت في مجلة Nature .
تسبب البكتيريا من جنس Treponema أمراض غير جنسية مثل pinta وbejel وyaws بالإضافة إلى الزهري ، وتُعرف هذه الأمراض مجتمعة باسم أمراض اللولبيات، يمكن أن تتسبب كل هذه الأمراض في تدمير وإعادة تشكيل العظام أثناء حياة الشخص، لذلك قام علماء الآثار منذ فترة طويلة بالتحقيق في الهياكل العظمية التي تعود إلى ما قبل كولومبوس في الأمريكتين بحثًا عن أدلة على أصل مرض الزهري.
ولكن كان من الصعب العثور على أدلة وراثية واضحة لمرض الزهري بسبب سوء حفظ الحمض النووي للورم اللولبي على مر القرون.
وقال كيسي كيركباتريك، الباحث المشارك فى الدراسة والباحث فى معهد ماكس بلانك، فى بيان: "نعلم منذ بعض الوقت أن العدوى الشبيهة بالزهرى حدثت في الأمريكتين منذ آلاف السنين، ولكن من خلال الآفات وحدها من المستحيل وصف المرض بشكل كامل" .
وفي الدراسة الجديدة، أخذ الباحثون عينات من أسنان وعظام عشرات الهياكل العظمية من الأمريكتين والتي أظهرت علامات الإصابة بالعدوى باللولبيات، وبفضل التقدم فى تكنولوجيا الجينوم، تمكنوا من عزل جينومات اللولبيات الشاحبة من الهياكل العظمية لخمسة أشخاص ماتوا في ما يعرف الآن بالمكسيك وبيرو والأرجنتين وتشيلي قبل عام 1492.
وبناء على تحليلهم الجينومي، وجد الباحثون أن T. pallidum، وهى البكتيريا المسببة لمرض الزهرى والأمراض المرتبطة به، نشأت فى الأمريكتين خلال العصر الهولوسيني الأوسط، منذ ما يقرب من 9000 عام، ثم انقسمت إلى الأنواع الفرعية التي تسبب أمراض اللولبيات المختلفة.
ولكن ربما ظهر مرض الزهرى الحديث قبل وصول كولومبوس مباشرة، كما كتب العلماء فى الدراسة، وانتشر بسرعة فى الفترة الاستعمارية المبكرة بالتزامن مع ارتفاع معدلات الاتجار بالبشر عبر المحيط الأطلسى.
وقال "بوس" فى البيان: "بينما كانت مجموعات السكان الأصليين الأمريكيين تؤوى أشكالاً مبكرة من هذه الأمراض، كان الأوروبيون فعالين في نشرها في جميع أنحاء العالم".