أشرف محمدين يكتب..”علاقة المرأة بالرجل: عندما يتلاقى الفلك مع الأرض”


"همسات محمدين"
العلاقة بين الرجل والمرأة هي واحدة من أكثر المواضيع التي تم تناولها في الأدب، والفن، والعلم، وفي المقاهي. ورغم كل ما قيل وكتب، لا يزال كل طرف يحاول أن يفهم الآخر وكأنهما كائنات من كواكب مختلفة. الرجل يعتقد أن المرأة غامضة مثل كتاب مفتوح بلغة لا يفهمها، والمرأة ترى الرجل ككائن من كوكب آخر، ربما يحتاج إلى دليل إرشادي خاص.
الرجل والخرائط كل شيء يبدأ عندما يقرر الرجل أن يخرج مع المرأة. في البداية، يبدو الأمر بسيطًا: “أين نذهب؟”، “ماذا تريدين أن نأكل؟”. ثم يبدأ الرجل في استعراض قوته الخارقة على “الخرائط”. “إحنا بس نمشي كده شوية وهنوصل”، يرد وهو متأكد من أن الكوكب الذي يطلق عليه اسم “الشارع” هو أبسط شيء في الحياة. المرأة: “أنت متأكد؟”، الرجل: “طبعًا، 100%”. بعد ساعة من البحث، يبدأ الرجل في مراجعة كرامته، والمرأة تتحول إلى “مستشارة دبلوماسية”، تقدم نصائح بأسلوب ناعم: “ممكن تسأل، مافيش مشكلة”.
اللغة المشتركة إذا كانت اللغة هي وسيلة التواصل بين الناس، فإن الرجل والمرأة يتحدثان لغتين مختلفتين في أوقات كثيرة. الرجل قد يظن أنه عبر عن مشاعره بوضوح شديد عندما قال: “كل شيء تمام”، لكن المرأة ترى في هذا الجملة لغزًا عميقًا يتطلب تفسيرًا دقيقًا. وعندما تسأله: “ماذا تقصد؟”، يرد: “مافيش حاجة، بس كنت بفكر”. هنا يبدأ الرجل في استشعار الخطر. ماذا يعني “كنت بفكر”؟ هل هو مجرد تفكير عابر أم هو شيء أعمق؟
في الحوارات اليومية الرجل والمرأة في حوار يومي، لكن كل طرف قد يشعر في النهاية أنه كان في حوار مع كائنات فضائية. الرجل يعتقد أن المرأة تطلب رأيه في كل شيء فقط للتأكيد على رأيها الأصلي، بينما المرأة تعتبر أن الرجل لا يقدم أي حلول جادة سوى كلمات مثل “خليكي هادية” أو “مافيش مشكلة، كله هيعدي”. المشكلة تكمن في أن الرجل يعتقد أن كلمة “مافيش مشكلة” هي إجابة شافية، بينما المرأة تعتقد أن ذلك إشارة إلى تراجع الرجل عن المشاركة في حل المشكلة. وبالطبع، كل طرف يظن أنه على صواب، ويستمر النقاش لأجل غير مسمى.
الحب والتوقعات يعتقد الرجل أنه إذا قدم وردة أو هدية بسيطة، سيظهر حبه العميق للمرأة، بينما المرأة ترى في هذا النوع من الهدايا إشارة إلى أن الرجل يحتاج إلى “زيادة في الأداء”. هل الوردة تعني فعلاً الحب؟ وهل الهدية البسيطة تكفي لتعبير الرجل عن مشاعره؟ هنا تتدخل المرأة، وتبدأ بالتساؤل: “هل الرجل يفهم حقًا كيف تُعبر عن الحب؟”.
وفي النهاية، العلاقة بين الرجل والمرأة هي أشبه برقص تائه على أنغام موسيقى لا أحد يستطيع تفسيرها. كل طرف يقدم ما يعتقد أنه الأفضل، لكن الأمر ينتهي غالبًا بفوضى جميلة وابتسامات تحتمل الكثير من المعاني. رغم كل الخلافات، النقاشات، والألغاز، تبقى هذه العلاقة هي الأجمل والأكثر تعقيدًا في حياة كل منهما.