عيد الأم: يوم واحد لا يكفيكِ يا ست الحبايب!

عيد الأم، اليوم اللي كل الدنيا بتقف فيه تقول "شكرًا يا أمي"، بس الحقيقة إنه يوم واحد مش كفاية خالص عشان نعبر عن حبنا وتقديرنا للست اللي شالتنا تسع شهور، وسهرت على راحتنا سنين، ولسه قلبها علينا لحد النهاردة! تعالوا نحكي الحكاية من الأول ونعرف إزاي بدأ الاحتفال بعيد الأم، وإيه حكاية أول أم تم تكريمها، ونختم بكام فكرة جديدة نحتفل بيها السنة دي بطريقة مختلفة!

أصل الحكاية: مين اللي فكر في عيد الأم؟

زمان، كان فيه بنت أمريكية اسمها "آنا جارفيس"، وكانت بتحب والدتها جدًا. بعد وفاة أمها سنة 1905، قررت تعمل يوم مخصوص عشان كل الناس تفتكر أمهاتها وتكرمهم وهما عايشين. بعد شوية كفاح، قدرت آنا تخلي الحكومة الأمريكية تعلن رسميًا سنة 1914 إن "عيد الأم" يوم وطني، ومن هنا انتشرت الفكرة في العالم كله.

أما عندنا في مصر، فالحكاية بدأت مع الصحفيين مصطفى أمين وعلي أمين، مؤسسي جريدة "أخبار اليوم". في يوم، جات لهم رسالة من أم بتشتكي من جحود ولادها بعد ما كبروا. القصة أثرت فيهم جدًا، فاقترحوا تخصيص يوم للاحتفال بالأم. وبالفعل، سنة 1956، احتفلت مصر بأول عيد أم رسمي يوم 21 مارس، ومن يومها بقى تقليد سنوي بيجمعنا كلنا حول ست الحبايب.

أول أم يتم تكريمها: قصة كفاح تستحق التحية

أول أم مثالية تم تكريمها في مصر كانت الحاجة "فاطمة اليوسفي"، ست بسيطة لكنها كانت مثال للصبر والتضحية، ربت ولادها رغم الظروف الصعبة، وقدرت تخليهم ناجحين في حياتهم. من وقتها، بقى تقليد سنوي إن الدولة تكرّم مجموعة من الأمهات المثاليات اللي ضحوا بكل حاجة عشان يشوفوا ولادهم في أحسن حال.

أما على مستوى العالم، فأول أم يتم تكريمها بشكل رمزي كانت والدة "آنا جارفيس" نفسها، واللي اتعمل لها احتفال ضخم بعد وفاتها كنوع من التكريم لكل أم تعبت وسهرت وربت.

الأم المثالية لعام 2025: نجمة الحكاية!

السنة دي، تم تكريم الحاجة "إلهام عبد الرحمن" كأم مثالية على مستوى الجمهورية. الست دي قصتها ملهمة جدًا، بدأت رحلتها من الصفر بعد وفاة زوجها، وقررت إنها تكمل المشوار وتربي ولادها بأفضل شكل. اشتغلت ليل نهار، وكانت بتقسم وقتها بين شغلها ورعاية ولادها، لحد ما شافتهم ناجحين وأبطال في مجالاتهم المختلفة.

إلهام إبراهيم نور محمد، ابنة مدينة رأس غارب بمحافظة البحر الأحمر، حازت على لقب الأم المثالية الأولى على مستوى الجمهورية لعام 2025، بعد رحلة كفاح استمرت لأكثر من 27 عامًا، جسدت فيها أسمى معاني التضحية والصبر والإرادة.

البداية: زواج مبكر وتحديات التعليم

وُلدت إلهام عام 1963، وتزوجت في سن التاسعة عشرة عام 1983، وكانت حينها في الصف الثاني الثانوي التجاري. رغم الزواج والحمل المبكر، أصرت على استكمال تعليمها، فتقدمت لنظام المنازل وحصلت على الدبلوم. في عام 1985، رُزقت بابنها الثاني، وحرصت على الموازنة بين دورها كأم وطالبة.

العمل والمساهمة في دخل الأسرة

بعد حصولها على الدبلوم، التحقت إلهام بإحدى الهيئات الحكومية لمساندة زوجها في تحمل أعباء المعيشة، بجانب تربية أبنائها الأربعة. لم يكن العمل عائقًا أمام طموحها، حيث واصلت سعيها للتعليم والتحقت بالجامعة المفتوحة في محافظة أخرى.

حادث مأساوي يقلب الموازين

في عام 1997، تعرضت الأسرة لحادث سير أليم. أُصيب الزوج بكسر في العمود الفقري أدى إلى شلل كلي، وتعرض الابن الثاني لكسر بالفقرات القطنية، بينما أصيبت الابنة الثالثة بجرح في الرأس ونزيف داخلي أدى إلى غيبوبة طويلة. لم تسلم إلهام وباقي أبنائها من الإصابات، مما جعلها تتحمل مسؤولية رعاية الجميع في ظروف صحية صعبة.

فقدان الزوج وتضاعف المسؤوليات

بعد تسعة أشهر من المعاناة، توفي الزوج عام 1998، تاركًا إلهام وحيدة مع أربعة أبناء، أكبرهم في الخامسة عشرة وأصغرهم في الثامنة. بالإضافة إلى ديون المستشفى وتكاليف العلاج، واجهت تحديات مادية كبيرة. رغم ذلك، أصرت على تعليم أبنائها ورفضت فكرة تركهم للدراسة من أجل العمل.

ثمار الكفاح: نجاح الأبناء

بفضل إصرارها وتضحياتها، تمكن أبناؤها من تحقيق نجاحات ملموسة:

• الابنة الكبرى: حصلت على ليسانس حقوق وتزوجت.

• الابن الثاني: نال بكالوريوس في الهندسة الكهربائية.

• الابنة الثالثة: حصلت على ليسانس حقوق وتستعد للزواج.

• الابن الأصغر: تخرج في كلية الحاسب الآلي وحصل على بكالوريوس نظم ومعلومات.

استكمال التعليم وتحقيق الذات

رغم كل الصعوبات، لم تتخلَّ إلهام عن حلمها في استكمال تعليمها. التحقت بالتعليم المفتوح في محافظة أخرى، وواصلت مسيرتها الدراسية، متحدية كل العقبات، لتثبت أن الطموح والإرادة قادران على تجاوز أصعب الظروف.

تكريم مستحق ورسالة أمل

اليوم، وبعد سنوات من التحدي والمثابرة، تقف إلهام إبراهيم على منصة التكريم كأفضل أم مثالية على مستوى الجمهورية لعام 2025، في لحظة تجسد انتصار الإرادة على المحن. هذا التكريم هو تقدير مستحق لرحلة كفاحها التي لم تكن سهلة، لكنها كانت مليئة بالعطاء والتضحيات.

قصة إلهام نور ليست مجرد قصة نجاح فردي، بل ملحمة إنسانية تلخص معنى الأمومة الحقيقية. لقد استطاعت أن تحول الحزن إلى أمل، والتحديات إلى إنجازات، لتصبح نموذجًا مشرفًا لكل أم مصرية تناضل من أجل مستقبل أفضل لأبنائها.

وفيه كمان مجموعة كبيرة من الأمهات المثاليات اللي تم تكريمهم في كل المحافظات، وكل واحدة فيهم ليها قصة كفاح تبكّي الحجر، لأنهم كلهم يستحقوا لقب "أم عظيمة".

إزاي نحتفل بعيد الأم بطريقة جديدة؟

بعيدًا عن الهدايا التقليدية زي العطور والشوكولاتة، تعالوا نفكر في طرق جديدة نحتفل بيها بعيد الأم السنة دي:

1. يوم كامل على ذوقها

سيبوا ماما تختار اليوم ده على مزاجها.. لو بتحب الخروج، خدها مكان جديد تحبه، ولو بتحب القعدة في البيت، حضّروا لها حفلة صغيرة وسينما منزلية.

2. رسالة مكتوبة بإيدك

جرب تكتب لماما جواب من قلبك، احكي لها عن كل اللحظات اللي دعمتك فيها، وعن قد إيه أنت ممتن لوجودها في حياتك. هتفرح بيه أكتر من أي هدية غالية.

3. فيديو ذكريات

جمع صور قديمة وفيديوهات من طفولتك، واعمل لها فيديو بسيط مع موسيقى حلوة وكلمة "شكرًا يا أمي" في النهاية.

4. طبخ أكلتها المفضلة

لو ماما بتحب أكلة معينة، جرب تطبخها بنفسك وتقدمها لها كهدية. حتى لو مش محترف في المطبخ، الفكرة لوحدها هتسعدها جدًا.

5. خروجة عائلية

بدل ما يكون الاحتفال فردي، اجمع الأسرة كلها واطلعوا في رحلة أو يوم ترفيهي، بحيث ماما تحس إنها محاطة بالحب والسعادة.

كلمة أخيرة: كل يوم عيد للأم

الحقيقة إننا مش محتاجين يوم معين عشان نحتفل بالأم، لأن كل يوم بيعدي علينا وهي جنبنا، هو عيد في حد ذاته. بس خلونا نستغل الفرصة دي ونقول لكل أم: "شكرًا من قلبنا، وإحنا مش هنقدر نرد لكِ الجميل، بس هنحاول نكون أحسن ولاد ليكِ دايمًا".

كل سنة وكل أم بخير، وربنا يخليهم لنا دايمًا ❤️