النيابة تطالب بتأييد إعدام المتهمين في مذبحة دهشور


الزوج أخلص فخانته، وأحب فغدروا به.. والقانون لا يرحم من باع الشرف وقتل النفس التي حرَّم الله قتلها» بهذه الكلمات استهل وكيل النائب العام خالد أبورحاب مرافعته في واحدة من أبشع القضايا التي جمعت بين الخيانة والدم، والتي دارت أحداثها في قرية دهشور التابعة لمركز البدرشين. وقفت النيابة العامة أمام هيئة المحكمة تطالب بتأييد حكم الإعدام الصادر بحق متهمَين تآمرا على قتل الزوج، في جريمة اشترك فيها الدم والرحم، فالجاني الأول هو ابن عم المجني عليه، أما الثانية فهي زوجته التي شاركته الخيانة والتخطيط والتنفيذ.
زواج دام سنوات.. ونهاية مأساوية
قبل 7 أعوام، تزوّج المجني عليه – أحد أبناء قرية دهشور بمركز البدرشين – من فتاة أحبها، وعاشا سويًا حياةً بدت مستقرة، رزقا خلالها بطفل، وكان الزوج يعمل خياطًا في القاهرة، يغادر كل سبت صباحًا ويعود مساء الخميس، ليكمل دور الأب الحنون والزوج المخلص.
لم يكتف الزوج بذلك، بل ساعد زوجته على فتح محل ملابس لتعمل فيه، ووقف بجانبها في كل الأزمات، لكنها لم تصن العهد، ووقعت في حب ابن عمه، المتهم الأول في القضية.
الانحدار الأخلاقي: من الخيانة للقتل
في التحقيقات، اعترفت الزوجة بأنها تعرفت على عشيقها بعدما دافع عنها في أحد المواقف، ليتبادلَا الأرقام والمكالمات، ويتورطا في علاقة آثمة دامت شهورًا، وكان العشيق يتسلل إلى منزلها في غياب الزوج.
تطورت العلاقة المحرمة لدرجة أنها حملت منه، ولم تكن تعلم هل الجنين منه أم من زوجها، فأقدما على قتله داخل الرحم باستخدام أقراص مجهولة، في واحدة من أبشع الجرائم الأخلاقية.
مؤامرة القتل: السم والعصا الحديدية
خطط المتهمان للتخلص من الزوج بوسيلة سهلة وسريعة، فقررا أولًا تسميمه، عاد الزوج من عمله في رمضان مرهقًا، يبحث عن الإفطار، فوضعت له المتهمة السم في محلول طبي، لكنه لاحظ تغير لونه، فرفضه، حاولت خلطه بالطعام، فشم رائحة غريبة ورفض الأكل، ثم خلطته بالشاي، لكنه اكتشف الطعم الغريب ورفض شربه.
عندما فشلت كل محاولات التسميم، اتصلت الزوجة بعشيقها، وطلبت منه الحضور فورًا «علشان يخلصوا عليه».
لحظة الجريمة: ضرب حتى الموت
تسلل المتهم الأول إلى المنزل، وطمأنت الزوجة طفلهما وأبن عم الطفل بأن يلعبا خارج الغرفة، دخل العشيق على الزوج النائم، وفي يده عصا حديدية، وانهال عليه ضربًا حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.
بعد الجريمة، سرق المتهم الأموال وبعض المنقولات، واتفقت الزوجة معه على تمثيل مشهد «السرقة»، فاستلقت على الأرض وصرخت بأن «حرامي» قتل زوجها وهرب.
العدالة تتحرك: رسائل واتساب.. وشهود الجيران
تحريات المباحث كشفت تفاصيل الجريمة، ونجحت الشرطة في ضبط المتهمَين، وبفحص هواتفهما ظهرت رسائل «واتساب» صوتية ونصية، تحكي القصة من أولها حتى يوم الجريمة، شملت مكالمات، صور، وتسجيلات تدينهما.
كما أكد تقرير الطب الشرعي أن الإصابات على جسد المجني عليه حيوية ومباشرة، وتطابق أقوال المتهمين. شهود العيان من الجيران سمعوا صراخ الزوجة وتظاهرها بالحزن، لتبدو كأنها الزوجة المكلومة، بينما كانت تخفي سرًّا لا يُغتفر.
النيابة في المرافعة: «هذه جريمة مكتملة الأركان»
خالد أبورحاب، وكيل النائب العام، قدم مرافعة مطولة أمام هيئة المحكمة، قال فيها:«ما بين المتهمَين رحم ودم، لكنهما خاناه، قتلوا المجني عليه غدرًا، بعد أن وثق فيهم وسلمهم قلبه وبيته، نطالب بتأييد حكم الإعدام في حق من باعوا الضمير، وقتلوا النفس، ودنسوا الشرف، فليس بعد القتل من جريمة».
وأكدت النيابة أن القضية مكتملة الأركان، باعترافات المتهمَين، والتقارير الفنية، وأدلة الإثبات.